الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ومنه أعوذ بك من فتنة النار وبمعنى الإزالة والصرف كقوله تعالى وإن كادوا ليفتنونك الإسراء 73 والمحيا والممات مفعل من الحياة والموت تقع على المصدر والزمان والمكان وفتنة المحيا كثيرة وفتنة الممات فتنة القبر وقيل عند الإحتضار والجمع بين فتنة المحيا والممات وفتنة الدجال وعذاب القبر من باب ذكر الخاص مع العام ونظائره كثيرة .
ومن فتنة المسيح الدجال .
المسيح إثنان نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام والدجال ولم يختلف في ضبط المسيح عيسى على ما هو في القرآن وإنما اختلف في معناه فقيل سمي مسيحا لمسحه الأرض فعيل بمعنى فاعل وقيل لأنه كان إذا مسح ذا عاهة برئ من دائه وقيل لأنه كان ممسوح القدم لا أخمص له وقيل لأن الله تعالى مسحه أي خلقه خلقا حسنا والمسحة الجمال والحسن وقيل لأن زكريا مسحه عند ولادته وقيل لأنه خرج ممسوحا بالدهن وقيل بل المسيح بمعنى الصديق وأما الدجال فهو مثل المسيح عيسى في اللفظ عن عامة أهل المعرفة والرواية وعن أبي مروان سراج وغيره كسر الميم مع تشديد السين وأنكره الهروي وجعله تصحيفا وقال بعضهم كسر الميم للتفرقة بينه وبين عيسى عليه السلام وقال الحربي بعضهم يكسرها في الدجال ويفتحها وكل سواء وقال أبو الهيثم والمسيح بالحاء المهملة ضد المسيخ بالخاء المعجمة مسحه الله إذ خلقه خلقا حسنا ومسخ الدجال إذ خلقه ملعونا وقال أبو عبيد المسيح الممسوح العين وبه سمي الدجال وقال غيره لمسحه الأرض فهو بمعنى فاعل وقيل المسيح الأعور وبه سمي الدجال وقيل أصله مشيح فيهما فعرب وعلى هذا