أدخلوا الألف واللاَّم لم يقولوا إلاَّ بالضمّ البُعْدُ لهِ والسُّحْقُ لهِ والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ لهِ والسحقَ له .
والبُعْدُ على معنيين : أحدهما : ضدَّ القُربِ بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ .
وباعَدْتُه مُباعدةً وأَبْعَدَهُ اللهُ : نحّاه عن الخيرِ وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَِ كما تقرأ هذه الآية : ( رَبَّنا باعِدْ بين أسفارِنا ) وبعَّدِ قَالَ الطَّرمَّاح : .
( تُباعِدُ منَّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِن ) .
والمباعدة : تباعد الشَّيء عن الشَّيء .
والأبْعَدُ ضدّ الأَقْرَبِ والجمع : أقربون وأبعدونِ وأباعد وأقارب .
قَالَ : .
( من النَّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ ) .
( وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرَّاً فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ ) .
ويقرأ : ( بَعِدَتْ ثَمُودُ ) و ( بَعُدَتْ ثَمُودُ ) .
إلا أنّهم يقولون : بَعِدَ الرّجلِ وأبعده الله .
والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللَّعنِ كقولك : أبعده اللهِ أيْ : لا يرثى له مما نزل به .
قَالَ : .
( وقلنا أبعدوا كبعاد عاد ... )