وإذا وقعتْ على الأَسْماء والصّفات فهي مشدّدة وقعت على اسمٍ أو فعلٍ لا يتمكّن في صِفةٍ أو تَصريفٍ فخفّفْها تقول : بلغني أن قد كان كذا يخفّف مِنْ أَجْلِ ( كان ) لأنّها فِعْل ولولا ( قد ) لم يَحْسُنْ على حالٍ مع الفعل حتّى تعتمد على ( ما ) على الهاء في قولك : إنّما كان زيد غائبا . . كذلك بلغني أنّه كان كذا فشدّدها إذا اعتمدت على اسم .
ومن ذلك : قولك : إنْ ربّ رجلٍ : فإذا اعتمدت قلت : إنّه ربّ رجلٍ : ونحو ذلك وهي في الصّفات مشدّدة فيكون اعتمادُها على ما بعدَ الصّفات إنّ لك وإنّ فيها . وإن بك وأشباهها .
وللعَرَب في ( إنّ ) لغتان : التّخفيف والتّثقيل فأما من خفّف فإنّه يَرْفَعُ بها إلاّ أنّ ناساً من أهل الحجاز يُخَفِّفونَ وينصبون على توّهم الثقيلة وقُرِئَ : ( وإنّ كلاّ لما ليُوَفينَّهم ) خفّفوا ونصبوا ( كلاًّ ) .
وأمّا ( إن هذان لساحران ) فَمَنْ خفّف فهو بلغة الذين يخفِّفون ويرفعون فذلك وَجْهٌ ومنهم من يجعل اللاّم في موضع ( إلاّ ) ويجعل ( إنْ ) جَحْداً على تفسير : ما هذان إلاّ ساحرانِ وقال الشاعر : .
( أَمْسَى أبانُ ذليلاً بَعْدَ عزّته ... وإن أبانُ لمَنْ أَعْلاجِ سُوراءِ )