( وصار باقي الجزء من عصيره ... ) .
( إلى سَرار الأرض أو قعوره ... ) .
يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض ويبس ما سواه وكلَّ شَيْء عُصِر ماؤه فهو عصير بمنزلة عصير العنب حينَ يُعصر قبل أن يختمر .
والاعتصار أن تخرج من إنسان مالاً بغرم أو بوجه من الوجوه .
قَالَ : .
( فمنَّ واستبقي ولم يعتصرْ ... من فرعه مالاً ولا المكسر ) .
مَكسِره لشيء أصله يقول : منَّ على أسيره فلم يأخذ منه مالاً من فرعه أيْ : من حيث تفرّع في قومه ولا من مكسره أيْ : أصله ألا ترى أَنَّك تقول للعود إذا كسرَته : إنَّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشعر فوصف به أصله وفرعه .
والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء وهو شربه إياه قليلا قليلا قَالَ الشاعر : .
( لو بغير الماءِ حَلْقِي شرِق ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعتصاري ) .
أيْ : لو شرقت بغير الماء فإذا شرقت بالماء فماذا أعتصر والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة ورأت في نفسها زيادة الشَّباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر بلغت عصر شبابها واختلفوا فقالوا : بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها .
قَالَ : .
( وفنَّقها المراضعُ والعصورُ ... )