والكُثْر ستَّون والوَيْل لأصحاب المِئين إلا من أعطى في ( نَجْدتها ) ورِسْلها وأطرَق فحلَها وأفقَر ظهرَها وأطعم القانِع والمعترَّ " . قال أبو عُبيد : قال أبو عبيد : نجْدَتها : أن تكثُر شحومُها حتى يمنع ذلك صاحبَها أن ينحَرها نَفاسةً بها ِ فصار ذلك بمنزلة الشجاعة لها تمتنع بذلك من ربّها . ومن أمثالهم : " أخذَتْ أسلحتَها وتترَّسَتْ بتِرَسَتِها " .
وقالت ليْلى الأخْيَليَّةُ : .
( ولا تأخذ الكُوْمُ الصَّفايا سلاحَها ... لتوبةَ في نَحْس الشتاءِ الصَّنَابِر ) .
قال : ورِسْلها : أن لا يكون لها سِمَنٌ فيهونَ عليه إعطاؤها فهو يُعْطيها على رِسْله أي مُسْتهيناً بها . وقيل : النَّجْدة : المكروه والمشقَّةِ يقال : لاقى فلانٌ نَجْدةً . ورجلٌ منجود : مكروبٌ والرِّسْل : السُهولة من قولهم : على رِسْلك : أي على هِينَتك أراد : إلاّ مَنْ أعطى على كُرْه ( 239 / ب ) النفس ومشقَّتها وعلى طيبٍ منها وسُهولةٍ وهذا قريب من الأول . وأنشد أبو عَمرٍو للمرَّار : .
( لهم إبل لا من ديات ولم تكن ... مُهوراً ولا من مكسبٍ غير طائل ) .
( مُخَيَّسةً في كل رِسْلٍ ونجْدةٍ ... وقد عُرِفتْ ألوانُها في المعاقل )