مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها واتفق أنني اجتزت في خرابها في سنة 671 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلا أنها خاوية على عروشها فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في ذلك فقال أما السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمرا بلغه كان أهل المدينة ثلاث طوائف شافعية وهم الأقل وحنفية وهم الأكثر وشيعة وهم السواد الأعظم لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم ألا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعية أحد فوقعت العصبية بين السنة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعية وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية هذا مع قلة عدد الشافعية إلا أن الله نصرهم عليهم وكان أهل الرستاق وهم حنفية يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم فهذه المحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية ويقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محال الري ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد وقال الشاعر يهجو أهلها الري دار فارغه لها ظلال سابغه على تيوس ما لهم في المكرمات بازغة لا ينفق الشعر بها ولو أتاها النابغه وقال إسماعيل الشاشي يذم أهل الري تنكب حدة الأحد ولا تركن إلى أحد فما بالري من أحد يؤهل لاسم الأحد وقد حكى الاصطخري أنها كانت أكبر من أصبهان لأنه قال وليس بالجبال بعد الري أكبر من أصبهان ثم قال والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها وأما اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله والغالب على بنائها الخشب والطين قال وللري قرى كبار كل واحدة أكبر من مدينة وعدد منها قوهذ والسد ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل قال ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه وذنباوند وقال ابن الكلبي سميت الري بري رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج قال وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ري يوما إليه فإذا هي بدراجة تأكل تينا فقالت بور انجير يعني أن الدراجة تأكل تينا فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الري فيقولون بهورند وقال لوط بن يحيى كتب عمر بن الخطاب Bه إلى عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح