كل واحد منهما يسمى الكيليرج وعلى كل حصن من حصون الروم رجل ثابت فيه يسمى برقليس يحكم بين أهله قلت أنا وهذا فيما أحسب رسوم وأسماء كانت قديما ولا أظنها باقية الآن وقد تغيرت أسماء البلاد وأسماء تلك القواعد فإن الذي نعرف اليوم من بلاد الروم المشهورة في أيدي السلمين والنصارى لم يذكر منها شيء مثل قونية وأقصرى وأنطاكية وأطرابزندة وسيواس إلى غير ذلك من مشهور بلادهم وإنما ذكرت كما ذكر والله أعلم وقال بعض الجلساء سمعت المعتز بالله يقول لأحمد ابن إسرائيل يا أحمد كم خراج الروم فقال يا أمير المؤمنين خرجنا مع جدك المعتصم في غزاته فلما توسط بلد الروم صار إلينا بسيل الخرشني وكان على خراج الروم فسأله محمد بن عبد الملك عن مبلغ خراج بلدهم فقال خمسمائة قنطار وكذا وكذا قنطارا فقال حسبنا ذلك فإذا هو أقل من ثلاثة آلاف ألف دينار فقال المعتصم اكتب إلى ملك الروم أني سألت صاحبك عن خراج أرضك فذكر أنه كذا وكذا وأخس ناحية في مملكتي خراجها أكثر من خراج أرضك فكيف تنابذني وهذا خراج أرضك قال فضحك المعتز وقال من يلومني على حب أحمد بن إسرائيل ما سألته عن شيء إلا أجابني بقصته وينسب إلى الروم وصيف بن عبدالله الرومي أبو علي الحافظ الأنطاكي الأشروسني قال الحافظ أبو القاسم قدم دمشق وحدث بها عن أبي يعقوب إسحاق بن العنبر الفارسي وعلي بن سراج وسهل بن صالح وأحمد بن حرب الموصلي ومحفوظ بن بحر وأبي علي الحسن بن عبد الرحمن الجروي وسليمان بن عبدالله بن محمد ومحمد بن عبدالله القردواني الحراني وعبدالله بن محمد بن سعيد الحراني ومحمد بن علي الأفطح وعبد الحميد بن محمد بن المستام وإبراهيم ابن محمد بن إسحاق وعلي بن بكار المصيصي روى عنه أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وأبو علي بن آدم الفزاري وأبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن بنوس البعلبكي وأبو علي الحسن بن منير التنوخي وأبو عبدالله بن مروان وأبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن عبدالله الأعرابي وأبو الحسن بن جوصا وسليمان الطبراني وأبو مروان عبد الملك بن محمد بن عمر الطحان وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ وأبو جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني رومية بتخفيف الياء من تحتها نقتطان كذا قيده الثقات قال الأصمعي وهو مثل أنطاكية وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية وهو كثير في كلام الروم وبلادهم وهما روميتان إحداهما بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسميت بسم ملك فأما التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم قال بعضهم هي مسماة باسم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام وذكر بعضهم إنما سمي الروم روما لإضافتهم الى مدينة رومية واسمها رومانس بالرومية فعرب هذا الاسم فسمي من كان بها روميا وهي شمالي وغربي القسطنطينية بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر وهي اليوم بيد الأفرنج وملكها يقال له ملك ألمان وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية وهو لهم بمنزلة الإمام متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا يستحق النفي والطرد والقتل يحرم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال مدينة رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة في