ابْغِني : اطلبه لِي ; بوصل الهمزة بقَطْعها ; أعنّي على بغائه . التولية : أنْ تَدَعها والهاً أي ثاكِلاً بفَصْلها عن ولدها . أنْ في أنْ لا تًوَلَّه ; هي المخففة من الثقيلة والمعنى : غير أنه لا تُوَلّه ; أيْ غيرَ أنّ الشأنَ والحديث لا تفعل هذا . أبو بكر رضي الله تعالى عنه رأى رجلاً يتوضأ فقال : عليك بالمَغْفَلَة والْمَنْشَلَة . أرادَ العَنْفَقَة ; لأن الناس يَغْفلُون عنها وعما تحتها . الْمَنْشَلَة : موضعُ الخاتمَ ; إذا أراد غَسْله نَشَل الخاتَم عنه ; أي رفعه . وعن بعض التابعين : أنه أوصى رجلاً في طهارته فقال : تفقد في طَهارتك المْمَغْفلَة والْمَنْشَلة والرَّوْم والفَنِيكين والشَّاكل والشَّجْر . الرَّوْم شَحْمة الأُذن . الفَنِيكان : جانبا العَنْفَقَة . الشاكل : البياض بين الصُّدع والأذن . الشَّجْر : مُجْتمع اللَّحيين عند الْعَنْفَقَة .
غفق عمر رضي الله تعالى عنه روى إياس بن سَلَمة عن أبيه . قال : مَرَّ بي عمر بن الخطاب ونا قاعد في السُّوق وهو مارٌّ لحاجةٍ له معه الدِّرة فقال : هكذا يا سَلَمة عن الطريق ! فَغَفَقَنِي بها ; فما أصاب إلا طرفها ثوبي قال ; فأَمَطْتُ عن الطريق فسكت عني حتى إذا كان العام المقبل لقيني في السوق فقال : يا سَلَمة أردتَ الحج العام ؟ قلت : نعم ! فأخذ بيدي فما فارقتْ يدهُ يدِي حتى أدْخَلني بيتَه فأخرج كِيساً فيه ستمائة درهم فقال : سَلَمة خُذْها واستعن بها على حَجّك واعلم أنها من الغَفْقَة التي غفقتُك عاماً أول . قلت يا أمير المؤمنين والله ما ذكرتُها حتى ذكَّرْتَنِيها فقال عمر : وأنا والله ما نسيتُها . يقال غَفقهَ بالدِّرة غَفَقاتٍ وخَفَقة بها خَفَقاتٍ ; أي ضربه وهو ضَرْبٌ خفيف ومنه التغفيق للنوم الخفيف الذي يَسْمع صاحبه الحديث ولا يحققه ويقولون خَفق خَفْقَةً ;