شَيءٌ مِمَّا خَلَقه الله تعالى يَتَوارى به يَهُودِيّ إلا أنطّق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حَجر ولا دابة فيقول يا عبدَ الله المسلم هذا يهودي فاقْتله إلا الغَرْقدة فإنها من شجرهم فلا تنطق وتُرْفَع الشَّحناء والتباغض وتنزع حُمَهُ كل دَابّة حتى يُدْخِل الوليُد يدَه في فم الحَنَش فلا يَضُرُّه وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت كما كانت تنبتُ على عهد آدم عليه السلام يجتمع النَّفر على القِطْفِ فَيُشْبِعُهم .
غرقد الغَرْقَد من العضاهِ ; وقيل هي كبار العَوْسج وقيل لمدفن أهل المدينة بَقِيعُ الغَرْقَد لأنه كان يُنْبِتُه قال ذو الرُّمة : ... أَلِفْنَ ضَالاً ناعماً وغَرْقَدا ... .
الشَّحْناء والشحنة : العداوة وقد شَاحنه . الحُمَة فَوْعة السمّ وهي حرارته وفورته وفُعلة من حمى الحنش الأفعى قال ذو الرُّمة : ... وكم حَنَش ذَعْفِ اللُّعاب كَأَنَّه ... على الشَّرَكِ العَادِيِّ نِضْوُ عِصَامِ ... .
وحنشتْه الحيةُ إذا لَدَغَتْه وفي كتاب العين الحنَش ما أشبهت رُءُوسُها رُءوسَ الحيات من الحَرَابِيّ وسوامِّ أبرص ونحوها . الفاثورة عند العامة : الطستخان وأهلُ الشَّام يتخذون خِواناً من رخام يسمونه الفَاثورة قال : ... والأكل في الفاثورة بالظَّهائر ... لَقْما يَمُدُّ غُصْنَ الحنَاجر ... .
وقيل هو الطَّسْتُ من فِضَّة أوْ ذَهب ومنه قيل لقرص الشمس : فاثورُها وأنشدوا للأغلب : ... اذا انجلى فَاثُورة عين الشمس ... .
والقِطْف العُنْقود يريد أن الأرض تُنَقِّي من كل دغَلَ وشَوْك كما كانت لأنها فيما يقال أنبتته بعد قتل قابيل هابيلَ فتصير في النّقاوة كالفاثورة وتعود ثمارُها