أبو بكر رضي الله تعالى عنه مَنَعَتْهُ العربُ الزكاةَ ; فقيل له : اقْبَلْ ذلك الأمر منهم فقال : لو منعوني عِقالاً مما أدَّوْا إلى رسول الله A لقاتلتُهم عليه كما أقُاتِلُهم على الصَّلاة . وروى : لو منعوني عَنَاقا . وروى : لو منعوني جَدْياً أذْوَط .
عقل هو صدقَةُ السّنة إذا أخذ الأسنانَ دون الأثمان . وكأنّ الأَصْلَ في هذه التسمية الإبل لأنها التي تُعْقَل . وعن معاوية Bه أنه استعمل ابنَ أخيه عَمْرو بن عُتْبَة بن أبي سفيان على صَدَقات كَلْب فاْعتدى عليهم فقال عمرو بن عدَّاء الكَلبي : ... سَعَى عِقالاً فلم يَتْرَك لنا سَبَداً ... فكيف لَوْ قَدْ سعى عَمْرٌو عِقَالين ... .
لأصبح الحيُّ أُوْبَاداً ولم يّجِدُوا ... عند التَّفَرّق في إلهَيْجَا جِمَالَيْنِ ... .
أراد مدةَ عِقال فنصبه على الظرف . وعن ابن أبي ذُباب C تعالى ; قال : أخَّرَ عُمَرُ الصَّدقةَ عامَ الرَّمادة فلما أحيا الناسُ بعثني فقال : اعقِلْ عليهم عِقَالين فاقِسْم فيهم عِقالا وائتني بالآخر . أي أوجِبْ . وقيل هو العقال المعروف . وعن محمد بن مَسْلَمة Bه : أنه كان يعمل على الصَّدَقة في عهد رسول الله A فكان يأمر الرجلَ إذا جاء بِفَرِيضتين أن يأتي بعِقالهما وقِرَانهما . وكان عُمَرُ Bه يأخذ مع كل فَرِيضة عِقالا ورِوَاء فإذا جاء المدينة باعها ثم تصدق بتلك العُقُل والأرْوِية . وقيل : إنما أراد الشيءَ التافه الحقير فضرب العِقالَ مثلا له . الأذْوَط : الصغير ألفَكّ والذَّقن وقيل : هو الذي يطول حَنكه الأعلى ويَقْصُر الأسَفل .
عقب عمر رضي الله تعالى عنه سافر في عَقِب شهر رمضان وقال : إن الشهر قد تَسَعْسَع ; فلو صُمْنا بَقِيَّتَه