بدن المغُيل وإرخاء قواه وإفساد مزاجه أن ذلك لايزال ماثلا فيه إلى أن يْكَتْل ويبلغ مبلغ الرجل فإذا اراد مقاواة قِرْنٍ في الحرب وَهَن عنه وانكسر . وسببُ وَهْنِة انكساره الغَيْل . ومعنى الإدارك ها هنا كمعنى التدارك في قوله : ... جَرَى طَلَقَاً حتى إذا قيل سابقُ ... تُداركه أعْرَاقُ سوء فَبَلَّداً ... .
أمر ضرار بن الأزْوَر أن يحلب ناقة . وقال له : دَاعَي اللبن لاتَجْهَدْه . دعع أي أَبْقِ في الضَّرْع باقيا يدعو مافوقه من الَّلبن فُينزله ولا تَسْتوعبه ; فإنه إذا اسَتْنفَض ابطأ الدَّر . والَجهْد : الاستقصاء . قال الشَّماَّخ : ... من ناصع الَّلون حُلْوٍ غير مجهود ... .
ذكر الخوارج فقال : آيَتُهم رجلُ ادْعَجُ إحْدَى يديه مثل ثدْي المرأة تدَرْدرَ . هو الأسود . قال : ... حتى ترى أعناق ليل أَدعْجا .
التدردر : الاضطراب والمجئ والذهاب ومنه تَدَرْدرَ في مِشيته : إذا حرَّك نفسه . الخلافة في قريش والحُكْم في الأنصار والدَّعْوة في الحبشة . يعني الأذان ; جعله في الحبشة تفضيلا لبلال ورفعا منه وجعل الحكْمَ في دعاء