مجَلُتُهْم ذاتُ الإْلهِ ودينهم ... قويم فما يرَجُون غيْر اْلعَواَقبِ ... .
وكأنها مفعلة من جَلَّ ; لجلال الحكمة وعظم خطرها ثم إما أن يكون مصدرا كالمَذَلَّة فسُمِّى بها كما سمى بالكتاب الذي هو مصدر كتب وإما أن يكون بمعنى مكان الْجلالِ . لا يدخل شىء من الكبر الجنة . قال قائل : يا رسول الله ; إنى أُحِبُّ أن أَتَجَمَّل بجلاَزِ سَوْطى وشِعْ نَعلىْ . فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن ذلك ليس من الكبر إن الله جميل يحب الجمال وإن الكْبِرَ من سفه الحق وغَمصَ الناس .
جلز الجْلاِزَ : ما يُجْلَزُ به السّوط أو القوْس وغيرهما من عقب وغيره وهو أن يُدَارِ عليه ويُلْوَى . ومنه قيل للمستدير في أسفل السنان كالحلقة : جَلْز وللعَقْد المعقود مستديراً جَلزْ جُلاَز . كنى بقوله : لا يدخل شىء من الكبر الجنة عن أنه لا يدخلها أحد المتكبرين ; لأنه إذا نفى أن يدخلها شىء منه فقد نصب دليلا على أن صاحبه غير داخلها لا محالة . جميل : أي جميل الأفعال حسنُها والعرب كما تصف الشىء بفعله فإنها تصفه بفعل ما هو من سببه . من سفه الحق : أي فعل من سفهه ومعناه جهله . وغمص الناس : أي استحقرهم . لما خرج أصحابه إلى المدينة وتخلف هو وأبو بكر ينتظر إذن ربه في الخروج اجتمع المشركون في دار النَّدوْة يتشاورون في أمره فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت . فقال أبو جهل : إني مُشِيٌر عليكم برأى . قال : وما هو ؟ قال :