أتى مسجد قباء فرأى فيه شيئا من غبار وعنكبوت ; فقال لرجل : أئتني بَجريدٍة واَّتق العَوَاهين . قال : فجْئِتُه بها فربط كُمَّية بوذمة ثم أخذ الجريدة فجعل يتتبَّع بها الغُبَار . الجريدة : السَّعفة التى جرُدِّ عنها الخوص ; أي قُشر . العَواهن : ما يلي القَلبِة من السَّعف وإنما نهى عنها لئلا يضرّ قطُعها القلبة . الوذمة : السير . كان يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ثم يجمع جَرَاميزه ويَثِبُ فكأنماُ خلق على ظهرْ فرسه .
جرمز أي أطرافه . ومنه تحرْفر الرجلُ من واجْرَنمز : إذا اجتمع وتقَّبض وهو لم يُسْمع واحده كالعباديد والحذافير وقيل : الجُرْمُوز : الرُّكبة فإن صحّ كان المعنى أنه جمع ركبتيه وما يتصل بهما . ومنه حديث المُغيرة : إنه لما بُعث إلى ذى الحاجبَيْن قال : قالت لي نفسي : لو جمعت جراميزك فوثبت وقعدت مع العِلْج . عبدالرحمن : قال الحارث بن الصِّمِّة : رأيتُه يوم أُحُد في جَرِّ اَلْجبَل فَعطَفْت إليه .
جرر هو أسفله . قال : ... وقد قَطَعْتُ وادياً وجرا ... .
وكأنه ما نْجَزَّ على الأرض من سفْحه . وقولهم : ذَيْل الَجبَل . يَحْتَجُّ له . ابن مسعود Bه : جرِّدُوا القُرْآن ليْربُو فيه صَغُيركمْ وى يَنْأَى عَنْهُ كبيركم ; فإن الشيطان يخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة .
جرد قيل : أراد تجريده عن النُّقَط واْلفَوَاتح والعُشور لئلاَّ ينشأ نشْىءُ فُيَرى أنها من القرآن . وقيل : هو حثٌ على ألا يتعلم معه غيره من كتب الله لأنها تؤخذ عن النصارى واليهود وهم غير مأمونين