هبل كان أبو سفيان حين أراد الخروج إلى أُحُد امتنعت عليه رجاله فأخذ سَهْمَيْنِ من سِهاَمه فكتب على أحدِهما نعم وعلى الآخر : لا . ثم أجالهما عند هُبَل فخرج سَهْمُ الإنعام فاستجرَّهم بذلك . فمعنى أَنْعَمَتْ جاءت بنعم من قولك أَنْعَمَ له ; إذا قال له : نعم . فَعَال عنها : أى تجافَ عنها ولا تَذْكُرْها بسوء فقد صدقت فى فَتْوَاها والضمير فى أَنْعَمَتْ وعنها للأَصنام يعنى هُبَل وما يليه من أصنام أُخَر . أبو ذرّ رضى اللّه تعالى عنه قال ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لَيْلَةَ القَدْرِ . فقال : هى فى شهر رمضان فى العشر الأوَاخر فاهْتَبَلْتُ غَفْلَته ; فقلت : أىّ ليلة هى ؟ أى تحيَّنتُهَا واغتنمتُها من الهًبَالة وهى الغنيمة . وقال الجاحظ : الهَبَالة الطلب وأنشد : ... ولأحشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أوْساً أُوَيسُ من الهَبَالَةْ ... .
أى لأحشَأَنَّكَ مِشْقَصاً عصا بدل ما تطلبه . كقوله : من ماء زمزم . فى قوله : ... فليتَ لنا من ماء زَمْزَمَ شَرْبَةً ... مبَرًّدّةً باتَتْ على الطهَيَانِ ... .
هبج الأشعرى رضى اللّه تعالى عنهِ قال : دَلُّونى على مَكانٍ أقطع به هذه الفَلاَة . فقالوا : هَوْ بَجَة تُنْبِتُ الأرْطَى فَلَج وفُلَيْج . فحفرَ الحَفرَ ولم يكن بالمَنْجَشاَنِيَّة ومَاوِية قطرة إلاَّ ثماد أيام المطر ثم استعمل سَمْرَة العَنْبَرِى على الطريق فأذِنَ لمنْ شاء أن يحفر فابتدءوا فى يوم السبعين فماً من أَفواه البِئَار . الهَوْبَجة : المطمئنّ من الأرض وقيل : منتهى الوادى حيث تدفع دوافعه . قال :