ورع كان أبو بكر وعُمَر رضى اللّه تعالى عنهما بَوارِعانِه . أى يُشَاوِرَانِه فى الأمور . قال أبو العباس : المُوَارَعة المناطقة . وأنشد لحسان : ... نَشَدْتُ بَنِى النَّجَّار أفْعَالَ وَالدى ... إذَا لم يَجِدْ عانٍ لَهُ مَنْ يُوَارِعُهْ ... .
ابن مسعود حين ذكر الفنتة قال : الزم بيتك . قيل : وإن دُخل علىّ بيتي . قال : فكن مثل الحمار والأورق الثَّفَال الذى لا ينبعث إلا كرها ولا يمشى إلا كرها . هو الذى فى لونه ورقة وهى بياض إلى سوادٍ . ومنه الأورق للرماد . والورقاء للحمامة ; وهى أطيب الإبل لحما إلا أنه ليس بمحمود عند العرب فى عمله وسيره لضعفه ولهذا أكّده بالثَّفال وهو الثقيل البطىء وإنما أراد بذلك التثبيط عن الفتنة والحركة فيها .
وره الأخنف رضى اللّه تعالى عنه قال له الحُباَب : واللّه إنك لضئيل وإن أمَّك لوّرْهاء . الوَرَهُ : الخُرْق فى العمل . وقد تَوَرًّهفلان . ومن ذلك قيل للمتساقطة حُمْقا وللريح التى فيها عَجْرَفة وخُرْق : وَرْهاء كقولهم : هَوْ جاء .
ورك مجاهد رحمه اللّه تعالى كان لا يرى بأسا أنْ يتَورَّكَ الرجلُ على رِجْلهِ اليمنى فى الأرض المُسْتَحِيلة فى الصلاة . أى يَضَع وَرِكَه عليها والوَرِكان فوق الفَخِذَين كالكَتِفَين فَوْقَ العَضُدين . يقال : ورَّك على دابته وتورَّكَ عليها . المستحيلة : غير المتسوية لا ستحالتها إلى العِوَج . وفى حديث النَّخعى : كان يكره الَتورّك فى الصلاة . النخعى رحمه اللّه تعالى فى الرجل يُسْتَخْلف إن كان مظلوما فَورّك إلى شىء جَزَى عنه وإن كان ظالما لم يَجْز عنه التَّوْرِيك