الكَفْح : من المكافحة ; وهي مَصَادفة الوجه الوجه كَفَّةً كَفَّةً . والقَحْف : من قَحْفِ الشارب ; وهو استفافة ما في الإناء أَجْمع . ومطر قَاحِفٌ : جارف . كأنه قال : نعم وأتمكنُ من تقبيلها تمكُّناً واستَوْفِيه استيفاء من غير اختلاس ورقبة . وقيل في القَحْف : إنَّه بمعنى شُرْبِ الريق وترشُّفه وما أحقه .
كفر لتخرجنكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُك من الأرض . قيل : وما ذلك السُّنْبكُ ؟ قال : حِسْمَى جُذَام . الكَفْر : القرية وأكثرُ مَنْ يتكلَّم به أهل الشام . وقولهم : كَفْرتُوثَى : قرية تُنْسب إلى رجل . وكذلك كفرطَاب وكفرتِعْقَاب . ومنه حديث معاوية Bه : أهل الكُفُور هم أهلُ القبور . أي هم بمنزلة الموتى لا يشاهِدُون الأمصار والجُمَع ; وكأنها سميت كفوراً لأنها خاملة مغمورة الإسم ليست في شهرة المدن ونَبَاهَةِ الأمصار . قال أبو عبيد : شبه الأرض بالسُّنْبُك في غَلَظه وقلَّة خيره . وعندي أنَّ المرادَ لتخرجنكم إلى طَرَفٍ من الأرض لأنَّ السُّنْبُك طَرَف الحافر . ويدل عليه الحديث ; وهو أنه كَرِهَ أن يُطْلَبَ الرزقُ في سَنَابك الأرض . كما جاءَ في حديث إبراهيم C تعالى : إنهم كانوا يكرهون الطلب في أَكارع الأرض . حِسْمَى : بَلَد . جذام أم جُذَام بن عدي بن عَمْرو بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قَحْطَان . وحِسْمَى : ماءٌ معروف لكَلْب . ويقال : إن آخر ما نضب من ماء الطوفان حِسْمَى فبقيت منه هذه البقعة إلى اليوم أنشد أبو عمرو :