أي تتواضع وتخْضع ; من تكفير الذّمى وهو أن يطأطئ رأسه وينحنى عند تعظيم صاحبه . قال عَمْرو بن كلثوم : ... تُكَفِّرُ باليَديْنِ إذا الْتَقَينْاَ ... وتُلْقي من مَخَا فَتِنا عَصَاكا ... .
وكأنه من الكافِرَتَيْن وهما الكاذَتَان ; لأنه يضعُ يديه عليهما أو ينثني عليهما أو يَحْكِي في ذلك هيئةَ من يَكْفِر شيئاً ; أي يغُطِّيه . يُقَال : نَشّدْتُك الله والرحم نِشْدَة ونِشدْانا وناشَدْتُك الله أي سألتك الله والرحم وتعديتهُ إلى مفعولين ; إما لأنه بمنزلة دعوت حيث قالوا : نَشَدْتُك بالله والله . كما قالوا : دعوته بزيد وزَيْداً . أو لأنهم ضمَّنوه معنى ذَكَّرت ; ومِصدَاقُ هذا قولُ حسان : ... نَشَدْتُ بني النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إذا الْعَانِ لم يُوجَدْ له من يُواَرِعُهْ ... .
أي ذَكَّرْتهم إياها . وأنْشَدْتُك بالله خَطَأ . وأما نِشْدَك الله ففيه شبهة ; لقول سيبيوه : وكأنَّ قولك عَمْرَك الله وقِعْدَك الله بمنزلة نِشْدَك الله وإن لم يتكلم بِنِشْدَك . ولكن زعم الخليل أنَّ هذا تمثيل يُمثِّلُه به . ولعل الراوي قد حرَّفه ; وهو نَنْشُدْك الله أو أراد سيبويه والخليلُ قلَّةَ مجيئة في الكلام ; أو لو لم يكن في علمهما ; فإن العلم بحر لا يُنْكف وفيه إن صحَّ وجهان : أحدهما أن يكون أصله نِشْدَتك الله فحذفت منها التاء استخفافاً كما حُذِفت من أبي عُذْرها . والثاني أن يكونَ بناء مقتضبا نحو قِعْدك . ومعنى نِشْدك الله : أَنْشدك الله نِشْدة ; فحذف الفعل ووُضِع المصدر موضعه مضافا الىالكاف الذي كان مفعولا أول .
كفح أبو هُرَيرة Bه سُئِل أتُقَبِّلُ وَأَنْتَ صائم ؟ فقال : نعم وأَكْفَحُها وروى : وأَقْحَفُها