العُرْعُرة : القُلّة . ومنها قيل لِطَرَفِ السنام عُرْعرة ; وللرجل الشريف عُراعر . قال أبو سعيد السِّيرافي : تقول امرأة عَذْراء بَيِّنَة العُذْرة ; كما تقول : حمراء بَيِّنَة الحمرة ويقولون لمن افتضَّها : هذا أَبو عُذْرها ; يريدون أبو عُذْرَتِها ; أي صاحب عُذْرتها ; وجرى ذلك مثلا لكل مَنْ يستخرج شيئاً أن يقال له : أبو عُذْرة والأصل فيه عُذْرة المرأَة ; واستخفّوا بطرح الهاء حين جرى في كلامهم مثلا وكَثُرَ استعمالهم له .
قرأ في الحديث : الناس قوارِي الله في الأرض . وروى : المسلمون . وروى : الملائكة . أي شهداؤه الذين يَقْرُون أعمالَ الناسِ قَرْواً أي يتتبعونها ويتصفَّحونها . قال جرير : ... ماذا تعدُّ إذا عددتُ عليكم ... والمسلمون بما أقولُ قَوَارِي ... .
وقال غيره ... حدَّثَني الناسُ وهم قَوارِي ... أَنكَ مِنْ خَيْرِ بني نِزارِ ... .
لكلِّ ضَيْفٍ نازلٍ وجَارِ ... .
وإنما جاء على فواعل ; ذهابا إلى الفِرَق والطوائف كقوله : ... خُضِع الرقابِ نَواكِس الأبصار ... .
قرب اتقوا قُراب المؤمن فإنه ينظر بنور الله وروى : قُرابة المؤمن . هو من قول العرب : ما هو بعالم ولا قُرَاب عَالِم ولا قُرابة عالم ; أي ولا قريب من عالم . والمعن : اتقوا فَراستَه وظَنَّه الذي هو قريب من العلم والتحقيق لصدقِه وإصابته