أعضائه لم يغسلْه ثم ذكره فمسَحَه بندَى يدِه حتى يعمَّه أجزأ ذلك عنه وكان مغتسلاً فلمَّا كان المَسْح قد يكون غسلاً ووقعت الرؤوس في التلاوة بالمسح عليها ثم جاءت الأَرْجُل بعد كأنَّ المَسْح بها هو غسْلُها .
وأما الوضوء مما مَسَت النار فهو غسْلُ اليد والفم بعد الفراغ من الطعام لينظفا ويطيب ريحهما وكان أكثر الأعراب لا يغسلون أيديهم ويقولون فَقْدُه أشدّ من ريحه فأدَّبنا نبينا بغَسْل اليد مِمّا مَسَّت النار يريد الأَطْبِخَة والشّواء وقد جرَى الناس بعد في كل مِصْر وكلّ ناحية على الوضوء من الزَّهَم وأن يقولوا إذا غسلوا أيديهم قَبْل أنْ يَطْعَموا توضَّأنا يريدون نظَّفْنا أيدينا من الزَّهم لنطعم بها وإذا غسلوا أيديهم وأفواههم بعد الطَّعام توضَّأنا يريدون نظَّفناها من الزَّهَم وأَمَطْناه عنها ومن توضَّأ مما غيّرت النار فغَسَل وجهه