النَّفَلُ .
الغنيمة قال .
( إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفَلٍ ... ) .
أي خير غنيمة و الجمع ( أَنْفَالٌ ) مثل سبب و أسباب ومنه ( النَّافِلَةُ ) في الصلاة و غيرها لأنها زيادة على الفريضة و الجمع ( نَوَافِلُ ) و ( النَّفْلُ ) مثل فلس مثلها و يقال لولد الولد ( نَافِلَةٌ ) أيضا و ( أَنْفَلْتُ ) الرجل و ( نَفَّلْتُهُ ) بالألف و بالتثقيل وهبت له النّفل و غيره و هو عطية لا تريد ثوابها منه و ( تَنَفَّلْتُ ) فعلت النّافلة و ( تَنَفَّلْتُ ) على أصحابي أخذت نفلا عنهم أي زيادة على ما أخذوا .
نَفَيْتُ .
الحصى ( نَفْيًا ) من باب رمى دفعته عن وجه الأرض ( فَانْتَفَى ) و ( نَفَى ) بنفسه أي انتفى ثم قيل لكل شيء تدفعه و لا تثبته ( نَفَيْتُهُ ) ( فَانْتَفَى ) و ( نَفَيْتَ ) النسب إذا لم تثبته و الرجل ( مَنْفِيُّ ) النسب و قول القائل لولده لست بولدي لا يراد به نفي النسب بل المراد هنا نفي خلق الولد و طبعه الذي تخلق به أبوه فكأنه قال لست على خلقي و طبعي و هذا نقيض قولهم فلان ابن أبيه و المعنى هو على خلقه و طبعه .
فائدة .
إذا ورد النّفي على شيء موصوف بصفة فإنما يتسلط على تلك الصفة دون متعلقها نحو لا رجل قائم فمعناه لا قيام من رجل و مفهومه وجود ذلك الرجل قالوا و لا يتسلط النَّفي على الذات الموصوفة لأن الذوات لا تنفى و إنما تنفى متعلقاتها و من هذا الباب قوله تعالى ( إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) فالمنفيُّ إنما هو صفة محذوفة لأنهم دعوا شيئا محسوسا وهو الأصنام و التقدير من شيء ينفعهم أو يستحق العبادة و نحو ذلك لكن لما انتفت الصفة التي هي الثمرة المقصودة ساغ وقوع النَّفي على الموصوف لعدم الانتفاع به مجازا و اتساعا كقوله تعالى ( لا يَمُوتُ فِيهَا وَ لا يَحْيَى ) أي لا يحيا حياة طيبة و منه قول الناس لا مال لي أي لا مال كاف أو لا مال يحصل به الغنى و نحو ذلك و كذلك لا زوجة لي أي حسنة و شبهه و هذه الطريقة هي الأكثر في كلامهم و لهم طريقة أخرى معروفة وهي نفي الموصوف فينتفي ذلك الوصف بانتفائه فقولهم لا رجل قائم معناه لا رجل موجود فلا قيام منه قال امرؤ القيس .
( عَلَى لاحِبٍ لا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ ... ) .
أي لا منار فلا هداية به و ليس المراد أن لهذه الطَّريق منارا موجودا و ليس يهتدى به و قال الشاعر .
( لا يُفْزِعُ الأَرْنَبَ أَهْوالُهَا ... وَ لا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرْ ) .
أي لا أرنب فلا يفزعها هول و لا ضَبَّ فلا