و المرة من الثلاثي ( مَلْجَةٌ ) ومن الرباعي ( إِمْلاجَةٌ ) مثل الإكرامة و الإخراجة و نحوه .
المِلْحُ .
يذكر و يؤنث قال الصّغانيُّ و التأنيث أكثر و اقتصر الزمخشري عليه و قال ابن الأنباري في باب ما يؤنث و لا يذكر ( المِلْحُ ) مؤنثة و تصغيرها ( مُلَيْحَةٌ ) و الجمع ( مِلاحٌ ) بالكسر مثل بئر و بئار و ( مَلَحْتُ ) القدر ( مَلْحًا ) من بابي نفع و ضرب ألقيت فيها ملحا بقدر فإذا أكثرت فيها الملح قلت ( أَمْلَحْتُهَا ) بالألف و قال الأزهري إذا أكثرت الملح قلت ( مَلَّحْتُهَا ) ( تَمْلِيحًا ) و سمك ( مِلْحٌ ) و ( مَمْلُوحٌ ) و ( مَلِيحٌ ) و هو المقدد و لا يقال ( مَالِحٌ ) إلا في لغة رديئة و ( الملاَّحَةُ ) بالتثقيل منبت الملح و ( مَلُحَ ) الماء ( مُلُوحَةً ) هذه لغة أهل العالية و الفاعل منها ( مَلِحٌ ) بفتح الميم و كسر اللام مثل خشن خشونة فهو خشن هذا هو الأصل في اسم الفاعل و به قرأ طلحة بن مصرف ( و هذا مَلِحٌ أُجَاجٌ ) لكن لما كثر استعماله خفف و اقتصر في الاستعمال عليه فقيل ( مِلْحٌ ) بكسر الميم و سكون اللام و أهل الحجاز يقولون ( أَمْلَحَ ) الماء ( إِمْلاحًا ) و الفاعل ( مَالِحٌ ) من النوادر التي جاءت على غير قياس نحو أبقل الموضع فهو باقل و أغضى الليل فهو غاض و سيأتي في الخاتمة إن شاء الله تعالى و أنشد ابن فارس .
( وَمَاءُ قَوْمٍ مَالِحٌ وَ نَاقِعٌ ... ) .
و نقله أيضا عن ابن الأعرابي و أنشد بعضهم لعمر بن أبي ربيعة .
( وَ لَوْ تَفَلَتْ فِي البَحْرِ وَ البَحْرُ مَالِحٌ ... لأَصْبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ رِيقِهَا عَذْبًا ) .
و نقل الأزهري اختلاف الناس في جواز مالح ثم قال يقال ماء ( مَالِحٌ ) و ( مِلْحٌ ) أيضا و في نسخة من التهذيب قلت و ( مَالِحٌ ) لغة لا تنكر و إن كانت قليلة و قال في المجرد ماء ( مَالِحٌ ) و ( مِلْحٌ ) بمعنى و قال ابن السيد في مثلث اللغة ماء ( مِلْحٌ ) و لا يقال ( مَالِحٌ ) في قول أكثر أهل اللغة و عبارة المتقدمين فيه و ( مَالِحٌ ) قليل و يعنون بقلته كونه لم يجئ على فعله فلم يهتد بعض المتأخرين إلى مغزاهم و حملوا القلة على الشهرة و الثبوت و ليس كذلك بل هي محمولة على جريانه على فعله كيف و قد نقل أنها لغة حجازية و صرح أهل اللغة بأن أهل الحجاز كانوا يختارون من اللغات أفصحها و من الألفاظ أعذبها فيستعملونه و لهذا نزل القرآن بلغتهم و كان منهم أفصح العرب و ما ثبت أنه من لغتهم لا يجوز القول بعدم فصاحته و قد قالوا في الفعل ( مَلَحَ ) الماء ( مُلُوحًا ) من باب قعد و قياس هذا ( مَالِحٌ ) فعلى هذا هو جار على القياس و ( مَلِحَ ) الرجل و غيره ( مَلَحًا ) من باب تعب اشتدت زرقته و هو الذي يضرب إلى