لا يقتضي التكرار في الاستفهام فلا يقتضيه في الشرط قياسا عليه و به صرّح الفراء وغيره فقالوا إذا قال ( مَتَى ) دخلت الدار كان كذا فمعناه أي وقت وهو على مرة و فرقوا بينه و بين ( كُلَّمَا ) فقالوا ( كُلَّمَا ) تقع على الفعل و الفعل جائز تكراره و ( مَتَى ) تقع على الزمان و الزمان لا يقبل التكرار فإذا قال ( كُلَّمَا ) دخلت فمعناه كلّ دخلة دخلتها و قال بعض العلماء إذا وقعت متى في اليمين كانت للتكرر فقوله ( مَتَى ) دخلت بمنزلة ( كُلّمَا ) دخلت و السماع لا يساعده و قال بعض النحاة إذا زيد عليها ( مَا ) كانت للتكرار فإذا قال ( مَتَى مَا ) سألتني أجبتك وجب الجواب ولو ألف مرة وهو ضعيف لأن الزائد لا يفيد غير التوكيد وهو عند بعض النحاة لا يغير المعنى و يقول قولهم إنما زيد قائم بمنزلة أن الشأن زيد قائم فهو يحتمل العموم كما يحتمله إن زيدا قائم و عند الأكثر ينقل المعنى من احتمال العموم إلى معنى الحصر فإذا قيل إنما زيد قائم فالمعنى لا قائم إلا زيد ويقرب من ذلك ما تقدم في ( عمَّ ) أن ما يمكن استيعابه من الزمان يستعمل فيه ( مَتَى ) وما لا يمكن استيعابه يستعمل فيه ( مَتَى مَا ) وهو القياس و إذا ما وقعت شرطا كانت للحال في النفي و للحال و الاستقبال في الإثبات .
المِثْلُ .
يستعمل على ثلاثة أوجه بمعنى الشبيه و بمعنى نفس الشيء و ذاته و زائدة و الجمع ( أَمْثَالٌ ) و يوصف به المذكر و المؤنث و الجمع فيقال هو وهي و هما و هم و هن مثله و في التنزيل ( أَنُؤْمِنُ لبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ) و خرج بعضهم على هذا قوله تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ ) أي ليس كوصفه شيء و قال هو أولى من القول بالزيادة لأنها على خلاف الأصل و قيل في المعنى ليس كذاته شيء كما يقال ( مِثْلُكَ ) من يعرف الجميل و ( مِثْلُكَ ) لا يعرف كذا أي أنت تكون كذا و عليه قوله تعالى ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ) أي كمن هو و مثال الزيادة ( فإنْ آمَنُوا بِمِثْل مَا آمَنْتُمْ بِهِ ) أي ( بما ) قال ابن جني في الخصائص قولهم ( مِثْلُكَ ) لا يفعل كذا قالوا مثل زائدة و المعنى أنت لا تفعل كذا قال وإن كان المعنى كذلك إلا أنه على غير هذا التأويل الذي رأوه من زيادة ( مِثْلٍ ) و إنما تأويله أنت من جماعة شأنهم كذا ليكون أثبت للأمر إذا كان له فيه أشباه و أضراب ولو انفرد هو به لكان انتقاله عنه غير مأمون و إذا كان له فيه أشباه كان أحرى بالثبوت و الدوام و عليه قوله .
( وَمِثْليَ لاَ تَنْبُو عَلَيْكَ مَضَارِبُهُ ... ) .
و ( المَثَلُ ) بفتحتين و ( المِثيلُ ) وزان كريم