و ( اسْتَعَانَ ) به ( فَأَعَانَهُ ) وقد يتعدى بنفسه فيقال ( اسْتَعَانَهُ ) والاسم ( المَعُونَةُ ) و ( المَعَانَةُ ) أيضا بالفتح ووزن ( المَعُونَةِ ) مَفْعُلَةٌ بضم العين وبعضهم يجعل الميم أصلية ويقول هي مأخوذة من ( المَاعُونِ ) ويقول هي فعولة ( بِئْرُ مَعُونَةٍ ) بين أرض بني عامر وحرة بني سليم قيل نجد و بها قتل عامر بن الطفيل القراء وكانوا سبعين رجلا بعد أحد بنحو أربعة أشهر و ( تَعَاوَنَ ) القوم و ( اعْتَوَنُوا ) أعان بعضهم بعضا .
و ( العَانَةُ ) في تقدير فعلة بفتح العين وفيها اختلاف قول فقال الأزهري وجماعة هي منبت الشعر فوق قبل المرأة وذكر الرجل والشعر النابت عليه يقال له الإسبّ والشعرة وقال ابن فارس في موضع هي الإسب وقال الجوهري هي شعر الركب وقال ابن السكيت وابن الأعرابي ( اسْتَعَانَ ) و استحدّ حلق ( عَانَتَهُ ) و على هذا ( فَالعَانَةُ ) الشعر النابت وقوله عليه السلام في قصة بني قريظة ( مَنْ كَانَ لَهُ عَانَةٌ فَاقْتُلُوهُ ) ظاهره دليل لهذا القول وصاحب القول الأول يقول الأصل من كان له شعر عانة فحذف للعلم به و ( العَوَانُ ) النصف من النساء والبهائم و الجمع ( عُونٌ ) و الأصل بضمّ الواو لكن أسكن تخفيفا .
عَابَ .
المتاع عيبا من باب سار فهو ( عَائِبٌ ) و ( عَابَهُ ) صاحبه فهو ( مَعِيبٌ ) يتعدى ولا يتعدى و الفاعل من هذا ( عَائِبٌ ) و ( عَيَّابٌ ) مبالغة و الاسم ( العَابُ ) و ( المَعَابُ ) و ( عَيَّبَهُ ) بالتشديد مبالغة و ( عَيَّبَهُ ) نسبة إلى العيب و استعمل ( العَيْبُ ) اسما و جمع على ( عُيُوبٍ ) .
عَارَ .
الفرس ( يَعِيرُ ) من باب سار ( عِيَارًا ) أفلت وذهب على وجهه و ( العَارُ ) كل شيء يلزم منه عيب أو سبّ و ( عَيَّرْتُهُ ) كذا و ( عَيَّرْتُهُ ) به قبحته عليه ونسبته إليه يتعدى بنفسه و بالباء قال المرزوقي في شرح الحماسة و المختار أن يتعدى بنفسه قال الشاعر .
( أَعَيَّرْتَنَا أَلْبَانَهَا وَلُحُومَهَا ... وَذَلِكَ عَارٌ يَا ابْنَ رَيْطَةَ ظَاهِرُ ) .
يقول ( عَيَّرْتَنَا ) كثرة الإبل و اللبن و ليس ذلك للتجارة بل للضيوف وذلك عار لا يستحيا منه و ( عَيَّرْتُ ) الدنانير ( تَعْييرًا ) امتحنتها لمعرفة أوزانها و ( عَايَرْتُ ) المكيال والميزان ( مُعَايَرَةً ) و ( عِيَارًا ) امتحنته بغيره لمعرفة صحته و ( عِيَارُ ) الشيء ما جعل نظاما له قال الأزهري الصواب ( عَايَرْتُ ) المكيال و الميزان ولا يقال ( عَيَّرْتُ ) إلا من ( العَارِ ) هكذا يقول أئمة اللغة وقال ابن السكيت ( عَايَرْتُ ) بين المكيالين امتحنتهما لمعرفة تساويهما ولا تقل ( عَيَّرْتُ ) الميزانين وإنما يقال ( عَيَّرْتُهُ ) بذنبه و ( العَيْرُ ) بالفتح الحمار الوحشي و الأهلي أيضا و الجمع ( أَعْيَارٌ ) مثل ثوب