وقال أَبو عُبَيْد - وفي نُسخ من الصِّحاح : أَبو عُبَيْدة - : سُمِّيَتْ نُوباً لأَنّهّا تَضْربُ إِلى السَّوَاد فمَنْ جعلَها مُشَبَّهَةً بالنُّوبَةِ لأَنَّهَا تَضْرِبُ إِلى السَّواد فلا واحِدَ لها . ومَنْ سَمّاها بذلك لأَنَّها ترْعَى ثُمَّ تَنُوبُ فيكونُ واحدُهُ نائِبٌ مثل غائظ وغُوطٍ وفارِهٍ وفُرْهِ شَبَّهَ ذلك بنَوْبَةِ النّاسِ والرُّجُوعِ لِوَقْتٍ مرَّةً بعدَ مَرَّة . وقال ابْنُ منظور : النُّوبُ : جمعُ نائِبٍ من النَّحْل لأَنّها تَعودُ إِلى خَلِيَّتِها . وقيل : الدَّبْرُ تُسَمَّى نُوباً لسَوادِهَا شُبِّهَتْ بالنُّوبَة وهم جِنْسٌ من السُّودان . نُوبُ : ة بصَنْعاءِ اليَمَن من قُرَى مِخْلافِ صُدَاءَ كذا في المُعْجَم . والنَّوْبَةُ بالفتح : الفُرْصَةُ والدَّوْلَةُ والجمع : نُوَبٌ نادِرٌ . النَّوْبَةُ : الجَمَاعةُ من النّاسِ . في الصِّحاح : النَّوْبَةُ واحدَةُ النُّوَبِ بضمّ ففتْحٍ تقول : جَاءَتْ نَوْبَتُكَ ونِيَابَتُكَ بكسر النّون في الأَخير . وهم يَتَناوَبُونَ النَّوْبَةَ فيما بينهم في الماءِ وغيرِه . انتهى . فالمُراد بالنَّوْبة والنِّيَابَة هنا : الوُرودُ على الماءِ وغيرِه المرَّةَ بعدَ الأُولى لا كما فسَّره شيخُنا بالدَّوْلَة والمَرَّةِ المتَداوَلةِ . النُّوبَةُ على ما قالَه الذَّهَبيُّ بالضَّمِّ : بلادٌ واسِعَةٌ للسُّودانِ بجَنُوبِ الصَّعِيد . وتقدَّم عن الجَوْهَرِيّ : أَنّ النُّوبَ والنَّوبَةَ جِيلٌ من السُّودانِ والمصنِّف هنا فَرَقَ بينَهما فجعل النُّوبَ جِيلاً والنُّوبَةَ بِلاداً لسِرٍّ خَفِيّ يَظهَرُ بالتَّأَمُّل . ولَمَّا غَفَل عن ذلك شيخُنا نسبه إِلى القُصور والله حليم غَفُور . وفي المُعْجَم : وقد مَدَحهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّمَ بقوله : " من لَمْ يَكُنْ له أَخٌ فَلْيَتَّخِذْ له أَخاً من النُّوبَةِ " وقال : " خَيْرُ سَبْيِكُمُ النُّوبَةُ " وهم نَصَارَى يَعاقِبَةٌ لا يَطَؤُونَ النِّسَاءَ في المَحيض ويَغتسِلونَ من الجَنَابة ويَخْتَتِنُون . ومَدينةُ النُّوبة اسْمُها : دُنْقُلَةُ وهي منزلُ الملكِ على ساحلِ النّيلِ وبلدُهم أَشبَهُ شيْءٍ باليَمنِ . مِنْها على ما يُقالُ سيِّدُنا بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ الحَبَشِيُّ القُرَشِيّ التَّيْمِيُّ أَبو عبدِ الله ويقالُ : أَبو عبدِ الرحْمن ويقال : أَبو عبْد الكَريم ويقال أَبو عَمَرو المُؤَذِّن مولَى أَبي بَكْرٍ Bهما . وأَمُّه حَمَامةُ : كانت مَوْلاةً لبعض بني جُمَحَ قَدِيمُ الإِسلام والهِجْرَةِ شَهِدَ المَشاهِدَ كُلَّها . وكان شديدَ الأُدْمَةِ نَحيفاً طُوالاً أَشْعرَ . قال ابْنُ إِسحاقَ : لا عَقِبَ له . وقال البُخَارِيُّ : هو أَخو خالدٍ وعَفْرَةَ مات في طاعُونِ عَمْواسَ سنة سَبْعَ عَشْرَةَ أَو ثَمَانَ عَشْرَةَ . وقال أَبو زُرْعَة : قَبْرُهُ بدِمَشْقَ . ويقال بدَارَيّا وقيل : إِنّه مات بحَلَب . وقيل : إِن الّذِي مات بحلَبَ هو أَخوه خالدٌ . ونُوبَةُ بلا لام : صَحابِيَّةٌ " خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّمَ في مَرَضِه بينَ بَرِيرَةَ ونُوبَةَ " قال الحافظُ تقيُّ الدِّين : وإِسْنَادُهُ جَلِيٌّ . أَبو نَصْرٍ عبدُ الصَّمدِ بْنُ أَحمد بنِ محمّدِ بنِ النُّوبِيِّ عن ابْن كُلَيْبٍ مات كَهْلاً سنة 625 ، وهِبَةُ الله بْنُ أَحمدَ وفي نسخة : محمّد بْنِ نُوبَا النُّوبِيُّ : محدِّثانِ . ومنهم : أَبو رَجَاءٍ يَزيدُ بْنُ أَبي حَبِيبٍ المِصريُّ عن الحارث بْن جزْءٍ الزّبِيدِيّ وأَبِي الخَيْرالنَّوبِيّ وعنه اللَّيْثُ وحَيْوةُ بْنُ شُريْح . وقال : الرّشاطيّ أَبو حبيب اسْمُه سُوَيْدٌ وهو مولى شَرِيكِ بْنِ الطُّفَيْل العَامِريّ نُوبِيٌّ من سَبْيِ دُنْقُلَةَ . وقال ابْنُ الأَثير ومنهم أَبو مَمطورٍ سَلاّمٌ النُّوبِيُّ ويُقَالُ : أَبو سَلاّم مَمطور وأَبو الفيْض ذو النُّونِ المِصْريُّ النُّوبيُّ . وناب الشَّيْءُ عنْهُ أَي : عن الشَّيْءِ نَوْباً ومَنَاباً وفي الصِّحاح اقتصر على الأَخير : قَامَ مَقَامَهُ . وفي المِصْباح : نابَ الوَكِيلُ عنه في كذا ينُوبُ نِيَابَةً فهو نائبُ وزيدٌ مُنُوبٌ عنه . وجمعُ النّائب نُوَّابٌ ككافِر وكُفّار . قال شيخُنا : والّذي صرَّحَ به الأَقدمُونَ أَنّ نِيابَةً مصدرُ نابَ