وقال مرَّةً : التَّنْضُبُ : شَجرٌ ضخامٌ ليس له ورقٌ وهو يُسَوِّقُ ويَخرُجُ له خَشَبٌ ضخَام وأَفنانٌ كثيرةٌ ؛ وإِنّما ورقُهُ قُضْبانٌ تأْكُلُهُ الإِبِلُ والغَنَمُ وقال أَبو نصرٍ : التَّنْضُبُ شجرٌ له شوكٌ قِصارٌ وليس من شَجرِ الشَّوَاهِقِ تأَلَفُهُ الحرابِيُّ ؛ أَنشد سِيبَويْه للنّابغة الجعْدِيِّ : .
كأَنَّ الدُّخانَ الَّذِي غادرَتْ ... ضُحيًّا دَواخِنُ من تَنْضُبِ قال ابْنُ سِيدهْ : وعندي أَنّه إِنّما سُمِّيَ بذلك لقِلّةِ مائه . وأَنشد أَبو عليٍّ الفارسِيُّ لرَجُل واعَدتْهُ امرأَةٌ فعَثَرَ عليه أَهلُها فضربوه بالعِصِىّ ؛ فقال : .
رأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عنِّيَ نَقْرَةً ... إِذا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَرَاوَي الدّمامِكُ .
فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أَوْ ضَخْمُ العصَا مِنْ رِجَالِكِ وكأَنّ التّنْضُب قد أَعْتِيد أَن يُقْطَعَ منه العِصِىُّ الجِيَادُ واحدتُهُ تَنْضُبَةٌ ؛ أَنشدَ أَبو حنيفةَ : .
أَنَّي أُتِيحَ لَهَا حِرْبَاءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِكاً سَاقَا وفي التّهْذِيب : عن أبي عُبَيْدٍ : ومن الأَشجار التَّنْضُبُ واحدها تَنْضُبةٌ . قال أَبو منصور : هي شجرةٌ ضَخْمَةٌ يُقْطَعُ منها العُمُدُ للأَخْبِية . وفي الصَّحِاح : والتّاءُ زائدةٌ لأَنّهُ ليس في الكلام فَعْلُلٌ وفي الكلام تَفْعُلٌ مثلُ تَنْقُل وتَخْرُج قال الكُمَيْت : .
" إِذَا حنَّ بيْن القَوْمِ نَبْعٌ وتَنْضُبُ قال ابْنُ سلَمة : النَّبْعُ : شجرُ القِسِيّ وتَنْضُبُ : شَجرٌ تُتَّخَذُ منه السِّهامُ . وهكذا نقله ابْنُ منظورٍ في لسان العرب . ووجدتُ في هامش الصَّحاح ما نصُّهُ : وهذا النَّصفُ أَيضاً ليس هو في قصيدته الّتي على هذا الوزن ؛ والَّذِي في شِعْرِه : .
إِذا انْتَتَجُوا الحَرْبَ العَوَانَ حُوارَهَا ... وحَنَّ شَريجٌ بالمَنَايا وتَنْضُبُ تَنْضُب : ة قُرْبَ مَكَّةَ شرَّفها الله تعالى كأَنّها سُمِّيَت لقِلَّة مائِها . وفي مختصر المعجم : تَنَاضِبُ بالفتح من أَضاة بني غِفَارٍ فوق سَرِفَ : على مَرحلةٍ من مَكَّةَ . ويقالُ فيه أَيضاً . بضَمِّ التّاءِ والضّاد وبكر الضّاد أيضاً . وقيل في الشِّعْر : تَنْضُبُ وهي أَيضاً من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة . أَمّا تُنَاضِبُ بالضَّمِّ فهي من شُعَب الدُّودَاءِ والدُّوداءُ : وادٍ يدفع في العَقِيق : وادي المَدِينَةِ فافهَمْ . عن شَمرٍ : نَضَّبتِ النّاقةُ تَنْضِيباً : قَلَّ لَبنُها وطالَ فُواقُها وبطُؤ دِرَّتُها كذا في النُّسخ . قال شيخُنا : والأَوْلَى بطُؤَتْ . وممّا يُستدرَكُ عليه : نُضُوبُ القوْمِ : بُعْدُهُمْ وهو مجازٌ . والنَّاضِبُ : البعيدُ عن الأَصمعيّ وهو في الصَّحِاح . ومنه قيل للماء إِذا ذَهب : نَضَبَ أَي بَعُدَ . وكلّ بعيد ناضِبٌ ؛ وأَنشد ثعلب : .
جرئٌ على قَرْعِ الأَساوِد وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ برِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ وجرْىٌ ناضِب : أَي بعيد . ويقالُ : نُوقٌ كقداحِ التَّنْضُبِ . ومن الْمجَاز : نَضَب القومُ : جدُّوا ومنه أَيضاً عن ابي زيْد : إِنَّ فُلاناً لَناضِبُ الخَيْرِ أَي : قَلِيلُه وقد نضَبَ خَيْرُهُ نُضُوباً ؛ وأَنشد : .
إِذا رَأَيْن غَفْلَةً من راقِبِ ... يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَوَاجِبِ .
" إِيماءَ بَرْق في غَمَاءٍ ناضِبِ ومنه أَيضاً : نَضَبَ ماءُ وجَهِه : إِذا لم يَسْتَحْيِ . والتَّناضِبُ : موضعٌ كأَنّه جَمعُ تَنْضُب استدركه شيخُنَا وقد تقدَّم بيانُه .
ن ط ب .
النَّطَابُ بالكَسْرِ : أَهملهُ الجَوْهَرِيُّ . وقال ثعلبٌ : هو الرَّأَسُ وفي قول زِنْبَاٍع المُرادِيّ : .
نَحْنُ ضَربْنَاهُ على نِطابِه ... بالمَرْجِ من مُرْجَحَ إِذْ ثُرْنَا بِهِ