والنَّاصِبُ : اسْمُ فَرَسِ حُوَيْصِ ابْنِ بُجَيْرٍ بْنُ مُرَّةً . ونًصِيبُونَ ونَصِيبينَ : د عامرةٌ من بلادِ الجزيرة على جادَّةِ القوافلِ من المَوْصِل إِلى الشّام وبينَهَا وبينَ سنْجَارَ تسعةُ فراسِخَ وعليها سُورٌ . وهي كثيرةُ المياهِ وفيها خرابٌ كثيرٌ وهي قاعدَةُ دِيارِ رَبِيعَةَ وقد رُوِىَ في بعض الآثار : أَنّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : " رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ : ما هذهِ المَدِينَةُ ؟ فقال : نَصِيبِين . فقلتُ : اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ " فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري . وقال ابْنُ عتْبَانَ : .
لَقدْ لَقِيَتْ نَصيبِين الدَّوَاهِي ... بِدُهْمِ الخَيْلِ والجُرْد والوِرَاد وقال بعُضهُم يذكُر نَصِيبِينَ : وظَاهِرها مليحُ المنظرِ وباطِنُها قبيحُ المَخْبر . وقَال آخَرُ يذُمّ نَصِيبينَ .
نَصِيبُ نَصيبِينَ مِنْ رَبِّها ... وِلاَيِةُ كُلِّ ظلُومٍ غَشُومِ .
فباطِنُها مِنْهُمُ في لَظىً ... وظَاهِرُهَا من جِنَانِ النَّعِيمِ نُسِبَ إِليهَا أَبو القاسِم الحسَن بْنُ عليّ بْنِ الوثاق النَّصِيبِيّ الحافظ . روى وحَدَّث . وفيه للعرب مَذهبانِ : منهم من يَجْعلُهُ اسْماً واحداً ويُلزِمُهُ الإِعْرَابَ كما يُلْزِمُهُ الأَسماءَ المفردةَ الّتي لا تنصرفُ فتقول : هذه نَصِيبِينُ ومررتُ بنَصيبِينَ ورأَيتُ نَصيبِينَ . والنِّسْبَةُ إِليه : نَصيبِيِنيٌّ يعني : بإِثبات النّون في آخره لأَنّها كالأَصْل وفي نسخة الصَّحِاح الموثوق بها وهي بخطّ ياقوت الرُّوميّ : بحذف النّون وهكَذا وُجِد بخطّ المؤلِّف . قال في هامشه : وهو سهوٌ وبالعكس فيما بعدَهُ . ومن هُنا اعترضَ ابْنُ برِّيّ في حواشيه وسلّمه ابْنُ منظور الإِفريقيّ . ثمَّ قال الجوهريُّ : ومنهم مَنْ يُجْريهِ مجرى الجمعِ فيقولُ : هذه نَصيبُونَ ومررتُ بِنَصيبينَ ورأَيتُ نَصيبِين . وكذلك القولُ في يَبْرِين وفِلَسْطيَن وسَيْلَحينَ وياسِمِينَ وقِنَّسْرِينَ . النّسْبَة إِليه على هذا القَوْلَ نَصِيبِيٌّ أَي : بحذف النُّون ؛ لأَنّ علامةَ الجمع والتَّثنية تُحْذَفُ عندَ النِّشسْبَة كما عُرِف في العربيّة . ووجد في نُسَخِ الصِّحِاح هنا بإِثبات النُّون وهو سهوٌ كما تقدّم . وثَرىً مُنَصبٌ كمُعَظَّمٍ : مُجَعَّدٌ كذا في النُّسَخ وصوابُهُ : جَعْدٌ . النَّصْبُ على ما تقدَّم : هو إِقامة الشَّيْء ورَفْعهُ . وقال ثعلب : لا يكون النَصْبُ إِلاّ بالقيام وقال مَرَّةً : هو نُصْبُ عَيْني هكذا - كذا عبارة الفصيح - في الشَّيْءءِ القائم الّذي لا يخفَي عليَّ وإِنْ كان مُلْقىً . يعني بالقائم في هذه الأَخيرَةِ الشَّيءَ الظَّاهرَ . وعن القُتَيتْبِيّ : جعلْتُهُ نُصْبَ عيْنِي بالضَّمِّ . ومنهم من يروي فيه الفتحَ أَو الفتحُ لَحْنٌ . قال القُتَيْبيّ : ولا تَقُلْ : نَصْبَ عَيني أَي : بالفتح وقيل : بل هو مسموعٌ من العرب . وصرَّح المطرِّزيّ بأَنّهُ مصدرٌ في الأَصل أَي بمعنى مفعول أَي منصوبها أَي : مَرْئِيّها رؤيَةً ظاهرةً بحيثُ لا يُنْسَي ولا يُغفلَ عنه ولم يُجْعَلْ بظَهْرِ قاله شيخُنا . وثَغْرٌ مُنَصَّبٌ كمُعَظَّمٍ : مُسْتَوِى النِّبْتَة بالكسر كأَنَّه نُصِبَ فَسُوِّىَ . وذاتُ النُّصْب بالضَّمّ : ع قُرْبَ المَدِينَة على ساكنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ بينَهُ وبينَها أَربعةُ أَميالٍ وفي حديث مالك بْنِ أَنَس : أَنّ عبدَ الله بْنَ عُمَرَ رَكبَ إِلى ذاتِ النُّصْبِ فقَصَرَ الصَّلاةَ " . ويل : هي من معادن القَبَليَّة . كذا في المعجم . ومِمّا يُسْتَدرَكُ على المؤلِّف في هذه المادّة : قال اللهُ تَعَالَى : " فإِذا فَرَغْتَ فانْصَبْ " قالَ قَتادةُ : إِذا فرغَت من صلاتك فانْصَب في الدُّعاءِ . قال الأَزهريّ : هو من نَصِب يَنْصَب نَصباً : إِذا تَعِبَ . وقيلَ : إِذا فَرَغْت من الفَرِيضة فانْصَبْ في النّافِلَةِ . واليَنْصُوبُ : عَلَمٌ يُنْصِبُ في الفَلاة . والنّاصِبَةُ في قول الشاعر : .
وَحَبَتْ له أُذُنٌ يُرَاقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ كنَاصِبَةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ