أَي : أَجْرحُ أَعراضَهم بالهِجاءِ فيُغادرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَباً . ونَدَبَه إِلى الأَمْرِ كنَصَرَ يَنْدُبُهُ نَدْباً : دعاهُ وحَثَّهُ . والنَّدْبُ : أَنْ يَنْدُبِ إِنسانٌ قَوماً إِلى أَمْرٍ أَو حَربٍ أَو مَعُونةٍ أَي : يدعوهم إِليه فينْتَدِبُون له أَي : يُجِيبُون ويُسَارِعُونَ . وقال الجَوْهَرِيّ : يقال : نَدَبَهُ للأَمْر فانْتَدَبَ له ؛ أَي دَعاهُ له فأَجابَ . نَدَبَهُ إِلى أَمْرٍ : وَجَّهَهُ إِليه . وفي الأَساس : نُدِب لِكَذا أَو إِلى كَذَا فانْتَدَبَ له وفُلانٌ مندوبٌ لأَمْرٍ عظيم ومُنَدَّبٌ له . وأَهلُ مَكَّةَ يُسَمُّونَ الرُّسُلَ إِلى دارِ الخِلافةِ : المُنَدَّبَةَ . ومن المجاز : أَضَرتَّ ْبه الحاجَةُ فأَندَبَتْهُ إِنداباً شديداً : أَي أَثَّرَتْ فيه . وما نَدَبَنِي إِلى ما فَعلتُ إِلاّ النُّصْحُ لك نَدَبَ المَيِّتَ بعدَ مَوْتِه هكَذا قاله ابْنُ سِيدَهْ من غيرِ أَنْ يُقَيِّدَ ببُكَاءٍ وهو من النَّدَبِ الجِراحِ لأَنّه احْتراقٌ ولَذْعٌ من الحُزْن . وفي الصَّحِاح نَدَبَ المَيِّتَ : بَكاه وعبارةُ الجوهريّ : بَكَى عليه وعَدَّدَ مَحاسِنَهُ وأَفْعَالَهُ يَنْدُبُهُ نَدْباً والاسْمُ النُّدْبَةُ بالضَّمّ . وفي المُحْكَم : النَّدْبُ : أَنْ تَدْعُوَ النّادِبةُ الميِّتَ بحُسْن الثَّناءِ في قولِها : وافُلاناهْ : واهَنَاهْ : واسْمُ ذلك الفِعْلِ النُّدْبَةُ . وهو من أَبوابِ النَّحْو : كُلُّ شَيْءٍ في نِدَائهِ واوٌ . فهو من باب النُّدْبَة . وفي الحديث : " كُلُّ نادِبةٍ كاذبةٌ إِلا نادبةَ سَعْدٍ " هو من ذلك وأَنْ تَذكُرَ النّائحةُ الميِّتَ بأَحسنِ أَوصافِهِ وأَفعاله . وفي المِصْباح : نَدَبَتِ المرأَةُ المَيِّتَ من باب قَتَلَ وهي نادبةٌ والجمع نَوادِبُ لأَنّه كالدُّعاءِ ؛ فإِنّها تُعدِّد مَحَاسِنَهُ كَأَنَّه يَسمعُها . قال شيخُنَا : ففيه أَنَّ النُّدْبَةَ خاصَّةٌ بالنِّسَاءِ وأَنّ إِطلاقها على تَعْدادِ محاسِنِ المّيتِ كالمَجَاز من ندَبَهُ إِلى الأَمْر : إِذا دعاهُ إِليه وكلاهُمَا صرَّح به جماعةٌ . ثُمَّ قال : النُّدْبَةُ : مأْخُوذَةٌ من النَّدَبِ وهو الأَثَرُ فكَأَنَّ النّاِدَب يذكُرُ أَثَرَ مَنْ مَضَى ويُشْبِهُ أَن يكونَ من النَّدْب وهو الخِفَّةُ ورَجُلٌ نَدْبُ : أَي خَفِيف كما يأْتِي . والنُّدْبَةُ إِنّما وُضِعَتْ تَخفِيفاً فهي ثلاثةُ اشتقاقاتِ انتهى .
والمَنْدُوبُ : المُسْتحَبُّ كذا حَقَّقه الفُقَهاءُ . وفي الحديث " كان له فَرَسٌ يٌقَال له المندوبُ " أَي المطلوب وهو من النَّدَبِ : وهو الرَّهْنُ الّذِي يُجْعلُ في السِّبَاق وقيل : سُمِّىَ به لِنَدَبٍ كان في جسمه وهو أَثَرُ الجُرْح كذا في اللسان . مَندُوبٌ بلا لام : اسْمُ فَرَسِ أبي طَلْحةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَاريِّ القائلِ : أَنَا أَبُو طَلْحَةَ وأَسْمِي زَيْدْ ركِبَهُ سيِّدُنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ فقال فيه : وإِنْ - كما في الصحاح - وَجَدْنَاهُ لَبَحْراً وفي رواية : إنْ وَجَدْناهُ بَحْراً . مَندوبٌ أيضاً : اسْمُ فَرَسِ مُسْلمِ بْنِ ربيعةَ الباهِلِيِّ . مندوب : ع كانت لهم فيه وَقْعَةٌ وله يومٌ يسمَّى بِاسْمِهِ . والندَّبْ : ُ الرَّجُلُ الخَفِيفُ في الحاجَةِ السَّرِيعُ الظَّرِيفُ النَّجِيبُ وكذلِك الفَرسُ . وفي الأَساسِ : رجل نَدْبٌ : إِذا نُدِبَ أَي وُجِّهَ لأِمْر عظيمٍ خَفَّ لَهُ . وأَرَاكَ نَدْباً في الحوائج . ج : نُدُوبٌ بالضَّمّ وهو مَقِيسٌ ونُدَباءُ بالضَّمِّ مع المدّ : تَوَهَّمُوا فيه فَعِيلاً فكسَّروه على فُعَلاء َ ونظيره سمْحٌ وسُمَحَاءُ . وقَدْ نَدُبَ كظَرُفَ يَنْدُبُ نَدَابَةً : خَفَّ في العَمَل . نقله الصَّاغانيّ . وفَرَسٌ نَدْبٌ : قَالَ اللَّيْثُ : النَّدْبُ : الفَرَسُ الماضِي نَقِيضُ البَلِيدِ . رَمَيْنَاً نَدَباً بالتَّحْرِيكِ وهو الرَّشْقُ بكسر الرّاءِ وفتحها . بَيْنَهُمْ نَدَبٌ وهو الخَطَرُ والرَّهَانُ . ومنهُ أَقامَ فلانٌ على نَدَبٍ على خَطَرِ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ .
أيَهْلِكُ مُعْتَمُّ وَزَيْدٌ ولمْ أَقُمْ ... على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ