والنَّجَرُ : عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبلَ من أَكلِ بُزُورِ الصحْرَاءِ وعن ابْنِ السِّكِّيت : لابَ يَلُوبُ : إِذا حامَ حَوْلَ الماء من العَطَش : وأَنشد : .
بِأَلَذَّ مِنْكِ مُقَبَّلاً لمُحلَّاءٍ ... عَطشَانَ دَاغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوبُ واللُّوبَةُ بالضَّم القَوْمُ يكونونَ مع القَوْمِ ولا يُسْتَشَارُونَ في شَيْءٍ من خَيْرٍ ولا شَرٍّ . اللُّوبَةُ : الحَرَّةُ كاللاّبَةِ . ج : لُوبٌ ولابٌ ولاباتٌ وهي الحِرَارُ . وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَ اللُّوبَ جمعَ لابَةٍ كقارَةٍ وقُورٍ وساحَة وسُوحٍ . في الحديث : " حَرَّمَ النَّبِيُّ صلّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما بَيْنَ لابَتَيِ المَدِينَة " وهُما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانِهَا . قال الأَصْمَعِيُّ وأَبو عُبَيْدَةَ وفي نسخةٍ من الصَّحِاح : أَبو عبيدٍ : اللَّوبَةُ هي الأَرضُ الّتي قد أَلْبَسَتْها حِجَارَةٌ سُودٌ وجمعُها لابَاتٌ ما بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى العَشْرِ فإِذا كُثِّرَتْ فهي اللاَّبُ واللُّوبُ ؛ قال بِشْرٌ يذكرُ كَتِيبَةً .
مُعالِيَةٌ لاهَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ ... فَحَرَّةُ لَيْلَى السَّهْلُ منها فَلُوبُهَا وقال ابْنُ الأَثِيرِ : المدينةُ ما بَيْنَ حَرَّتَيْنِ عَظيمتين . وعن ابْن شُمَيْلٍ : اللُّوبَةُ تكونُ عَقَبَةً جَوَاداً أَطْولَ ما يكونُ وقال الأَزْهَرِيُّ : اللُّوبَةُ : ما اشْتَدَّ سَوَادُه وغَلُظَ وانقَادَ على وجْه الأَرْضِ سَوَاداً وليس في الصَّمّانِ لُوبَةٌ لأَنَّ حِجارة الصَمَّانِ حُمْرٌ ولا تكونُ اللُّوبَةُ إِلا في أَنْف الجَبل أَو سِقْطٍ أَو عُرْضِ جبَلٍ وفي حدث عائشةَ وَوَصَفَت أَباها رضيَ الله عنهما " بَعِيدُ مَا بَيْنَ الّلابَتَيْنِ " أَرادتْ : أَنَّهُ واسعُ الصَّدرِ واسعُ العَطَنِ فاستعارت له الّلابَةَ كما يُقالُ : رَحْبُ الفِنَاءِ واسعُ الجَنَابِ . ونقل شيخُنَا عن السُّهَيْلِيّ في الرَّوْض ما نصّه : الَّلابَةُ واحدة الَّلابِ بإِسقاط الهاءِ هي الحَرَّةُ ولا يقالُ ذلك في كُلِّ بلدٍ إِنَّمَا الّلابَتانِ للمدينةِ والكُوفَةِ . ونقلَ الجلالُ في المُزْهِرِ عن عبد اللهِ بْن بَكْرِ السَّهْمِيِّ قال : دخلَ أَبِي على عيسَى وهو أَمِيرُ البَصْرَة فعزّاهُ في طِفْلٍ ماتَ له ودخَلَ بعدَهُ شَبِيبُ بْن شَبَّة فقال : أَبْشِرْ أَيّها الأَميرُ فإِنّ الطِّفْلَ لا يَزالُ مُحْبَنْظِئاً على باب الجَنّة يقولُ : لا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ والِدَيّ . فقالَ أَبي : يا أَبا مَعْمَرٍ دَعِ الظّاءَ يعني المُعْجَمَةَ والْزَمِ الطّاءَ يعني المُعْجَمَةَ والْزَمِ الطّاءَ . فقال له شَبِيب : أَتقولُ هذا وما بينَ لابَتَيْهَا أَفصحُ مِنِّي ؟ فقال له أَبي : وهذا خَطأَ ثانٍ مِنْ أَينَ للبَصرةِ لابّةٌ ؟ والّلابَة : الحِجَارَةُ السُّودُ والبَصْرَةُ الحِجَارَةُ البِيضُ