والقِطعةُ خَمسةُ أَبياتٍ . ويُرْوَى لطَريفِ بْنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيِّ قرأْتُهُ في ديِوَانَيْ شِعْرِهما . قال شيخُنا : هذا كلامُه في العُبَاب ونقلَهُ الشَّيْخُ عليّ المَقْدسِيّ وسلَّمَه . قلتُ : وهو بعينِه كلامُهُ في التَّكْلمة أَيضاً . قال شيخُنا : وفيه نظرٌ فإِنّ البيتَ الَّذِي أَنشده في العُبَاب ظانَّاً أَنَّه الشّاهدُ الَّذِي قصَدَهُ المُصَنِّف ليس هو المراد بل ذاك لِتأَبَّطَ شَرَّاً أَنشده الجَوْهَرِيُّ شاهداً على اللَّغْبِ بالفتح بمعنى الرِّيش الفاسد . ثُمَّ أَورد العبَارةَ بعدَ ذلك . فالمصنِّفُ صَّرح بأَن الغلطَ في تركِ الباءِ في أَول بِلَغْبِ لا في التّحْرِيك ولا في نِسبة الشّاهِد للكُمَيْت وكلامُ الصَّاغانيِّ فيه ما أَورد المصنِّفُ وهو الَّذِي فيه الخِلافٌ . وأَمّا بيتُ تَأَبَّطَ شرّاً فلا دخْلَ له في البحْث كما لا يخْفَى . انتهى . قلتُ : لا خَفاءَ في أَنَّ كلامَ الصَّاغانيّ إِنما هو في قولِ تَأَبَّطَ السّابقِ ذِكْرُهُ وليس فيه ما يدُلُّ على أَنَّه الشاهدُ الَّذِي أَوردَه المصنِّفُ وهو ظاهرٌ فإِنّ قولَ الكُمَيْتِ من بَحْرٍ وقَوْلَ تَأَبَّطَ شَرّاً من بحرٍ آخَرَ . وأَخَذَ بِلَغَبِ رَقَبتِهِ محَرَّكَةً : أَي أَدْرَكَهُ نقله الصَّاغانيّ . والتَّلَغُّبُ : طُولُ الطَّرَدِ مُحَرّكة وفي نُسْخَة : الطِّرَادِ وفي نسخة من الصَّحِاح : بفتح فسكون قال : .
تَلَغَّبَنِي دَهْرٌ فلمَّا غَلَبْتُه ... غزَاني بأَوْلادي فأَدْرَكَني الدَّهْرُ ومن سَجعات الأَساس : تَلَعَّبَتْ بهم القِفَارُ وتَلَغَّبَتْهُم الأَسْفَارُ . ومما يُستدرَكُ على المؤلِّف : المَلاَغِبُ جمْعُ المَلْغَبَة من الإِعْيَاءِ وفي التَّنْزِيلِ العزيزِ : " وما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ " ومنه قِيل : ساغِبٌ لاغِبٌ أَي : مُعْيٍ . ومن المجازِ : رِياحٌ لَوَاغِبُ وأَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : .
وبلْدَةٍ مَجْهَلٍ تُمْسِي الرِّيَاحُ بها ... لواغِباً وهْيَ ناوٍ عرصها خاوِي انتهى .
وفي الصَّحِاح : ورِيشٌ لَغِيبٌ قالَ الرّاجِزُ في الذِّئْب : .
أَشْعَرْتُهُ مُذَلَّقاً مَذْرُوباً ... رِيشَ بِرِيشٍ لَمْ يَكُنْ لَغِيبَا واللَّغَابُ : مَوْضِعٌ معروف . وكذلك اللَّغْباءُ قال عَمْرُو بْنُ أَحمَرَ : .
" حَتَّى إِذا كَرَبَتْ واللَّيْلُ يَطْلُبُهاأَيْدِي الرِّكابِ من اللَّغْبَاءِ تَنْحَدِرُ ولَغَّبَ فُلانٌ دابَّتَهُ تَلْغِيباً : إِذا تحامَلَ عليهِ حتّى أَعْيَا وتَلَغَّبَ الدَّابةَ : وجَدَهَا لاغِباً نقله الصَّاغانيُّ .
ل ق ب .
اللَّقَبُ مُحَرَّكَةً : النَّبْزُ اسْمٌ غيرُ مُسَمَّى به . ج : أَلْقَابٌ . قد لَقَّبَهُ بِهِ تَلْقِيباً فَتَلَقَّبَ به وفي التَّنْزِيلِ : " ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ " يقول : لا تَدْعُو الرَّجُلَ بأَخْبَثِ أَسمائة إِليه . ولَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعْلِ تَلْقِيباً : إِذا جَعَلْتَ له مِثالاً من الفِعْل كقولك لِجَوْرَبٍ فَوْعَلٌ .
ونُبِزَ فلانٌ بلَقَبٍ قَبيح .
وتقولُ : الجارُ أَحقُّ بصَقَبِهِ والمَرْءُ أَحَقُّ بِلَقَبِه . وتَلاَقَبُوا ولاقَبَهُ مُلاَقَبَةً .
ل ك ب .
المَلْكَبَةُ بالفتح : أَهمله الجَوْهَرِيّ وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : النّاقَةُ الكَثِيرَةُ الشَّحْمِ المُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ . كذا في التَّكْملة . ونسبه الأَزْهَرِيُّ إِلى أَبي عَمْرٍو . والمَلْكَبَةُ أَيضاً : القِيادَةُ كذا في لسان العرب .
ل و ب .
اللَّوْب بالفتح واللَّوبُ بالضَّم واللُّؤُوبُ كَقُعُودٍ واللُّوَابُ كغُرَابٍ : العَطَشُ أَو هو اسْتِدارَةُ الحائِمِ حَوْلَ الماءِ وهُوَ عَطْشَانُ لا يصِلُ إِليه .
وقد لابَ يَلُوب لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً مُحَرَّكةً . وفي نسخةِ الصَّحِاح لُوبَاناً ضبطه كعُثمان أَي : عَطِش فهو لائِبٌ والجمع لُؤُوبٌ كشاهِدٍ وشُهُودٍ ؛ قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ : .
حَتَّى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ ... ولاحَ لِلْعَينِ سُهَيْلٌ بسحَرْ