وهذه المادّةُ كَيْفَمَا كانت حُرُوفُهَا لَهَا دَلاِلةٌ على الصَياح والاضطِرَابِ وهو مَختاُر ابْنِ جنِّي وشَيْخَهَ أبي عليٍّ ووافقهما الزَّمَخْشَرِيُّ في أَمثاله . وكذا قاله أَهلُ الاشتِقاق . اللَّجَبُ : صَوْتُ العَسْكَرِ وصَهِيلُ الخَيْلِ . وجَيْشٌ لَجِبٌ : عَرَمْرَم وذُو لَجَبٍ وكَثْرَةٍ . وكذا رَعْدٌ لَجِبٌ وسَحَابٌ لَجِب بالرَّعْدَ وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ وكلُّه على النَّسَبِ وبَحْرُ ذُو لَجَب : إِذا سُمِعَ اضطرابُ أَمْوَاجِهِ . ولَجَبُ الأَمْوَاجِ كَذلِك . واللّجْبَة مُثَلَّثَةَ الأَولِ واللِّجَبَةُ مُحَرَّكَةً واللَّجِبَة . بكسر الجيم واللَّجَبَةُ كعنَبَة الأَخيرتانِ عن ثعلب : الشّاةُ قَلَّ لَبَنُهَا وهي مُوَلِّيةُ اللَّبنِ . وعن ابْنِ السِّكِّيت : اللَّجَبَةُ : النَّعْجَةُ التي قَلَّ لَبَنُها . قال : ولا يقَالُ للعَنْزِ لَجْبَةٌ . وفي حديث الزَّكَاةِ " فقُلْتُ : فَفِيمَ حَقُّكَ ؟ قال : في الثَّنيَّةِ والجَذَعَةِ " . اللَّجْبَةُ بفتح اللاّم وسُكون الجيم : الّتي أَتى عليها من الغَنَم بَعْدَ نِتاجِها أَربعةُ أَشْهُرٍ فجَفَّ لَبَنُهَا . وقيل : هي من العَنْزِ خاصَّةً وقيلَ في الضَّأْنِ خاصّةً . قولُ عَمْروٍ ذِي الكَلْب : .
فاجْتالَ مِنها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ ... حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءِ الرَّخَمْ يَجُوزُ أَن تكونَ هذه الشّاةُ لَجْبَةً في وقتٍ ثُمَّ تكون حاشِكَةَ الدِّرَّةِ في وقتٍ آخَرَ . أَو الغَزِيرَةُ فهو ضِدّ أَو خاصٌّ بالمِعْزَي كما يدُلُّ له قولُ مُهْلهِل الآتي ذِكْرهُ ج : لِجابٌ بالكسر في التَّكسير قال مُهَلْهَلُ بْنُ رَبِيعَةَ : .
عَجِبَتْ أَبناؤْنَا مِنْ فِعْلِنا ... إذْ نَبِيعُ الخَيْلَ بالمِعْزي اللِّجابْ وجِمعٍ لِجْبَة لَجْبَاٌت بالسُّكُون فيهما على القِياس . جمعُ لَجَبَة لَجَبات بالتَّحريك فيهما على القياس . وجمع لَجْبَةٍ لَجَبَات بالتحريك وهو شاذّ لأنّ حقَّه التّسكينُ إِلاّ إِنَّه كان الأَصل عندَهم إِنَّه اسمٌ وُصِفَ به كما قالوا : امرأَةٌ كَلْبَةٌ فجَمِعَ على الأَصل . وقال بعضُهم : لَجْبَةٌ بالسُّكون ؛ ولَجَبات بالتّحريك نادِرٌ لأِنّ القياسَ المُطَّرِد في جمع فَعْلَة إِذا كانت صِفَةً تسكينُ العينِ . قال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا شِياهٌ لَجَبَاتٌ فحرَّكُوا الأَوْسَطَ لأِنَّ من العرب من يقولُ : شاةٌ لَجَبَةٌ فإنّما جاؤُو بالجمع على هذا . ومثله قال ابْنُ مالِكٍ في شرح التَّسهيل : أَجاز المُبَرِّدُ سُكون الجيم في لَجَبَات . وعن الأَصْمَعِيّ : إِذا أَتَى على الشّاة بعدَ نِتاجِها أَربعةُ أَشهرٍ فجَفّ لَبَنُهَا وقَلَّ فهي لِجَابٌ . وقد لَجُبَت كَكَرُمَ لُجُوَبًة يجوز لَجَّبَت تَلْجيباً . وفي حديثِ شُرَيْح : " أنَّ رَجُلاً قال له : ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجِدْ لها لَبَناً فقال له شُرَيْحٌ : لَعَلَّها لَجَّبَتْ " أَي : صارت لَجْبَةً . والْملْجابُ . سَهْمٌ ريشَ ولَمْ يُنْصَلْ بَعْدُ الجمع والمَلاجِيبُ . نقله ابْنُ دُرَيْدٍ قال : .
ماذَا تَقُولُ لأَقْوَامٍ أَولِى جُرُمٍ ... سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثَالِ المَلاجِيبِ قال ابْن سيدَهْ : ومِنْجَابٌ أَكْثَرُ قال : وأَرَى الَّلامَ بدلاً من النَّون . وفي الحَدِيث " فيَبْدُو لهم أَمْثَالُ اللَّجَبِ منَ الذَّهَب جمع لَجَبة أَو اللَّجَبِ كقَصْعَةٍ وقِصَعٍ نقلَه ابْن الأَثيرِ عن الحَرْبيَ . وقد وَهِمَ فيه بَعْضُهم . وفي حديثِ مُوسَى عليه السَّلام والحَجَرِ : " فلَجَبَهُ ثَلاثَ لُجُبُاٍت " قال ابْنُ الأَثيرِ : قال أَبو مُوسَى : كذا في مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحمد قال : ولا أَعْرفُ وَجْهَهُ إِلاّ أَنْ يكون بالحاءِ والتّاءِ . وفي حديث الدَّجّال : " فأَخَذ بِلَجَبَتَيِ البابِ فقال مَهْيَمْ " قال أَبو مُوسَى : هكذا رُوِىَ والصَّوابُ بالفاءِ . وقال ابْنُ الأَثِيرِ في ترجمة لَجَف : ويُرْوَي بالباءِ وهو وَهَمٌ .
ل ح ب .
اللَّحْبُ : الطَّريِقُ الوَاضِحُ كالَّلاحِبِ . وهو فاعلٌ بمعنى مفعول أَي : مَلحوبٌ والمُلَحَّبِ كمُعَظَّم معطوفٌ على اللاّحِب . أَنشد ثعْلب : .
وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياط ... باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ