قيل في تفسير قولان : أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالكَلِيبِ المُكالِبَ وسيأْتي معناه قريباً ؛ والقول الآخرُ أَنَّ الكَليبَ مصدَرُ : كَلِبَتِ الحَرْبُ والأَوّلُ أَقوَى . من المَجَاز : فلانٌ عَنِيفٌ المُطَالَبَة شَنِيعُ المُكَالَبَةِ . المُكَالَبَةُ : المُشَارَّةُ والمُضَايَقَةُ . كذلك التَّكالُبُ وهو التَّوَاثُبُ يقال : هم يَتكالَبونَ على كذا أَي . يَتواثونَ عليه . وكَالَبَ الرَّجُلَ مُكَالَبةً وكلاباً : ضَايقَه كمُضَايقَةِ الكلابِ بعضها بعضاً عندَ المُهارشة . والكَليبُ في قول تأَبَّطَ شَرّاً بمعنى المُكالب . وكَلْبٌ وبنو كَلْبٍ وبنو أِكْلُب وبنو كَلْبَةَ وبنو كِلابٍ : قبائلُ من العرب . قال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ في الإِصابة : حيثُ أُطْلقَ الكَلْبيُّ فهو من بني كَلْبِ ابْنِ وَبْرَةَ . قال شيخُنَا : هو أَخو نَمِرٍ وَتَنُوخ كما في مَعارف ابْنِ قُتَيْبَةَ . وقال العَيْنِيُّ : في طَيِّئٍ كَلْبُ ابْن وَبْرَةَ بْنِ تَغْلِبُ بْنُ وائلٍ فَعدْنانِيٌّ وهذا قحْطانيٌّ . وأَمَّا كلابٌ ففي قُرَيْش هو ابْنُ مُرَّةَ وفي هَوَازِنَ ابْنُ رَبِيعَةَ بن عامِر ابْنِ صَعْصَعَةَ وفيه المَثَلُ : " ثَوْر ُكلاب في الرِّهَانِ أَقْعَدُ " . وهو في أَمثال حَمْزَةَ . وبَنُو كَلْبَةَ : نُسبُوا إِلى أُمّهم . وكَفُّ الكَلْبِ : عشُبْةَ ٌمُنْتَشرَة تَنْبُتُ بالقيعَانِ ببلاد نَجْدِ يقال لها ذلك إذا يَبِسَت تُشَبَّهُ بكفَ ِّالكَلْبِ الحَيَوَانّي وما دامت خَضْرَاءَ فهي الكَفْنَةُ . وأُمُّ كَلْبٍ : شُجَيْرَةٌ شاكَةٌ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرْضِ وجَلَدِها صفراءُ الوَرَقِ حَسْناءُ فإِذا حُرِّكت سطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحة وأخبَثها سُمِّيتْ بذلك لِمَكَانِ الشَّوكْ أو لأِنَّهَا تُنْتِنُ كالكَلْب إذا أَصابَه المَطرُ قال أَبو حنيفَةَ : أخبَرني أَعرابيٌّ قال : رُبَّمَا تَخلَّلَتْهَا الغنمُ فحاكَّتْها فأَنْتَنَت حَتَّى يَتَجَنَّبَها الحَلاّبُ فتُبَاعَدَ عن البيوتِ وقال : وليست بمَرْعىً . والكَلَبَاتُ محرَّكَةً : هَضَبَات م أَي معروفةٌ باليَمَامَة وهي دُونَ المَجَازِ على طريق اليمَنِ إليها من ناحيتها . الكُلاَبُ كَغُراب : ع قاله أبو عُبَيْد أوْ ماءٌ معروف لبني تَمِيم بينَ الكُوفَةِ والبَصْرةِ على سبعِ لَيال من اليَمَامَةِ أو نَحْوِها . لَهُ يَوْ كانَت عندَهُ وقعةٌ للعرب قال السَّفّاحُ بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ : .
إنّ الكُلابَ ماؤنا فخَلُّوهٌ ... وساجِراً والله لَنْ تَحُلُّوهْ وساجِرٌ : اسْمُ ماءِ يجتمع مع السَّيْل . وكان أوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلاَبَ من بني تَمِيِمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجاشِعٍ وكان من بني تَغْلِبَ . وقالوا : الْكُلابُ الأَوّلُ والكُلاَبُ الثّاني وهُمَا يومانِ مشهورانِ للعرب . ومنه حديثُ عَرْفَجَةَ : أنَّ أنْفَهُ أصِيبَ يَوْمَ الكُلاَبِ فاتَّخَذَ أَتْفاً من فضَّة " . قال أبو عُبَيْد : كَلاَبٌ الأَوّلُ وكُلاَب الثّاني : يَوْمَانِ كانا بينَ مُلُوك كِنْدَةَ وبني تَمِيم . وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامَة موضعٌ يُقالُ له الكُلابُ أَيضاً كذا قالوه والصَّحيح أَنّه هو الأَوّل الكَلاَبُ كَسَحَابِ : ذَهَابُ : العَقْلِ من الكَلَبَ مُحَرّكةً . وقد كُلبَ الرَّجُلُ كُعنِىَ إذا أَصابَهُ ذلك وقد تقدّمَ معنى الكَلَب ولِسانُ الكَلْبِ : سَيْفُ تُبَّع اليمانِيّ أَبِي كَرِبٍ كان في طُولٍ ثَلاَثَةِ أذْرُعٍ كأَنَّهُ البَقلْ ُخُضْرَةً مُشَطَّبٌ عَريضٌ نقله الصَّاغانيّ . لسان الكَلْبِ : اسْمُ سُيوف أخَرَ منها : سيفٌ كان لأوْسِ بْن حارِثَةَ بْنَ لأْمٍ الطّائِيّ وفيه يقولُ : .
فإِن لِسَانُ الكَلْبِ مانعِ حَوْزَتِي ... إذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِ