وتبدل الثاء من الفاء فيقال ثناء الدار وفناؤها وقد مر وقال ابن جنى هما أصلان وليس أحدهما بدلامن صاحبه لان الفناء من فنى يفنى وذلك ان الدار هناك تفنى لانك إذا تناهيت الى أقصى حدودها فنيت وأما ثناؤها فمن ثنى يثنى لانها هناك أيضا تنثني عن الانبساط لمجئ آخرها واستقصاء حدودها قال ابن سيده وهمزتها بدل من الياء وجوز بعض البغداد بين أن تكون ألفها واوا لقولهم شجرة فنواء وليس بقوى لانها ليست من الفناء وانما هي من الأفنان ( وفاناه داراه ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو وأنشد للكميت تقيمه تارة وتقعده * كما يفانى الشموس قائدها وقال الاموى فاناه سكنه نقله الجوهرى أيضا وقال ابن الاعرابي فاناه داجاه ( وأرض مفناة ) أي ( موافقة لنازليها ) بلغة هذيل نقله .
الا صعمى ويروى بالقاف كما سيأتي ( والافاني نبت ) مادام رطبا فإذا يبس فهو الحماط ( واحدتها ) أفانية ( كثمانية ) نقله الجوهرى وهو قول أبى عمرو قال الازهرى هذا غلط فان الافانى نبت على حدة وهو من ذكور البقل يحيج فيتناثر وأما الحماط فهو الحلية ولا هيج له لانه من الجنبة والعروة قال الجوهرى ويقال أيضا هو عنب الثعلب * ومما يستدرك عليه يقال بنو فلان ما يعانون ما لهم ولا يفانونه أي ما يقومون عليه ولا يصلحونه والمفاناة التسكين عن الاموى والفانية المسنة من الابل وقد جاء ذكرها في الحديث ( والفناة البقرة ج فنوات ) بالتحريك هذا قول أبى عمرو وذكره الجوهرى وغيره ويروى بالقاف أيضا كما سيأتي وقال أبو على القالى الفنا جمع فناة وهى البقرة الوحشية يكتب بالالف لانهم يجمعونها فنوات أيضا ( و ) الفناة ( عنب الثعلب ج فنا ) هكذا في النسخ بالالف ومثله في التهذيب والصحاح ووجد في المحكم بالياء ومثله في كتاب أبى على القالى وقال مقصور يكتب بالياء قال أبو بكر بن الانباري قال زهير كأن فتات العهن في كل منزل * نزلن به حب الفنالم يحطم وأنشده الجوهرى أيضا هكذا قال ويقال هو شجر له حب أحمر تتخذ منه القلائد وفى المحكم تتخذ من حبه قراريط يوزن بها أوهى حشيشة تنبت في الغلظ ترتفع عن الارض قيس الاصبع وأقل يرعاها المال ( و ) الفناة ( ماء لجذيمة و ) يقال ( شعر أفنى ) أي ( فينان ) أي طويل ( وامرأة فنواء أثيثة الشعر وشجرة ) فنواء ( واسعة الظل ) وقال أبو عمر وذات أفنان قال ابن سيده ولم نسمع أحدا يقول ان الفنواء من الفناء انما قالوا انها ذات الافنان أو الطويلة الافنان قال الجوهرى وهو على غير قياس ( والقياس فناء ) وقد ذكر في النون ( وفنى ) بالفتح مقصور منون ( جبل بنجد ) وقال نصر جبل قرب سميراء وعنده ماء يقال له قنان كغراب * ومما يستدرك عليه الأفناء من الناس الأخلاط واحدها فنو بالكسر عن ابن لاعرابي ويقال هؤلاء من أفناء الناس ولايقال في الواحد رجل من أفناء الناس وتفسيره قوم نزاع من ههنا وههنا ولم تعرف أم الهيثم للأفناء واحدا وقول الراجز * يقول ليت الله قد أفناها * أي أنبت لها الفنى وهو عنب الثعلب حتى تغزر وتسمن وهو قال أبى النجم يصف راعى الغنم عن ابن الاعرابي ( والفوة كالقوة عروق يصبغ بها ) قاله الليث قال أبو حنيفة هي عروق حمرد قاق لها نبات يسمو في رأسه حب أحمر شديدة الحمرة كثير الماء يكتب بمائه وينقش قال الاسود بن يعفر جرت بها الريح أذيا لا مظاهرة * كما تجر ثياب الفوة العرس وقال غيره هو ( دواء مسقط ) للاجنة ( مدر ) للبول والطمث ( مفتح جلاء ينقى الجلد من كل أثر كالقوباء والبهق الابيض وثوب مفوى ) كمعظم ( صبغ بها ) والهاء ليست بأصلية هي هاء التأنيث قاله الليث وقد ذكره المصنف في الهاء أيضا ( وأرض مفواة كثيرتها ) عن أبى حنيفة أو ذات فوة ( و ) فوة ( بلا لام د بمصر ) قرب رشيد وقد دخلته وألفت في تحقيق لفظه ومن دخل به أو ولد فيه من الصلحاء والمحدثين رسالة جليلة نافعة ( والفوسا كنة الواو ودواء نافع من وجع الجنب وداء الثعلب وفاو ة بالصعيد تجاه قاو بالقاف ) وقد تقدم له ذكرها في أول هذا الباب قريبا ( وفاو مخلاف بالطائف ) * ومما يستدرك عليه المفاوى هي الارضون التى تنبت الفوة وفوة بالفتح قرية بالبصرة عن ابن السمعاني ومنها أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن بدران الفوى البصري من شيوخ الخطيب البغدادي وقد بينت في الرسالة المذكورة أن الصواب فيه أنه من فوة مصر وأنه بالضم وانما نزل البصرة فاشتبه على ابن السمعاني وأفوى مفتوح الاول مقصور قرية من كوزة البهنسا من نواحى صعيد مصر ( وفهوت عنه ) أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( سهوت ) عنه قال ابن سيده فها فؤاده كهفا ولم يسمع له بمصدر فأراه مقلوبا ( وأفهى ) الرجل ( فال رأيه ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه فها إذا فصح بعد عجمة والأفهاء البله عن ابن الاعرابي ( ى في ) بالكسر ( حرف جر ) من حروف الاضافة قال سيبويه أما في فهى للوعاء تقول هو في الجراب وفى الكيس وهو في بطن أمه وكذا هو في الغل لانه جعله إذ أدخله فيه كالوعاء وكذا في القبة وفى الداروان اتسعت في الكلام فهى على هذا وانما تكون كالمثل يجاء بها لما يقارب الشئ وليس مثله انتهى قال الميلاني في الشرح المغنى للجار بردى ومعنى الظرفية حلول الشئ في غيره حقيقة نحو الماء في الكوز أو مجازا نحو النجاة في الصدق انتهى وقال الجوهرى في حرف خافض وهو للوعاء والظرف وما قدر تقدير الوعاء تقول الماء في الاناء وزيد في الدار والشك في الخبر انتهى وفى المصباح وقولهم فيه عيب ان أريد النسبة الى ذاته فهى حقبقة وان أريد انسبة الى معناه فمجاز الاول كقطع يد السارق والثانى كاباقه ( وتأتى للظرفين ) المكانى نحو قوله تعالى وأنتم عاكفون في المساجد والزماني نحو قوله تعالى في أيام معدودات