رؤس الجبال كما في الصحاح وقال أبو عبيد : في تفسير الحديث لا ندرى كيف كان ذلك العماء وعلى رواية القصر قيل كان في عمى أي ليس معة شئ وقيل هو كل أمر لا تدركه العقول ولا يبلغ كنهه الوصف ولابد في قوله أين كان ربنا من مضاف محذوف فيكون التقدير أين كان عرش ربنا ويدل عليه قوله وكان عرشه على الماء وقال الازهرى نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة أي تجرى اللفظ على ما جاء عليه من غير تأو يل ( وعمى ) الماء وغيره ( يعمى ) من حدر مى ( سال ) وكذلك همى يهمى ( و ) عمى ( الموج ) يعمى ( رمى بالقذى ) ودفعه الى أعاليه وفى الصحاح إذا رمى القذى والزبد ( و ) عمى ( البعير بلغامه ) يعمى إذا ( هدر فرمى به على هامته أو ) رمى به ( أيا كان ) نقله ابن سيده ( واعتماه اختاره ) وهو قلب اعتامه نقله الجوهرى ( والاسم العمية ) بالكسر ( و ) اعتماه اعتماء ( قصده و ) في الحديث تعوذوا بالله من الاعميين قيل ( الأعميان السيل والحريق ) لما يصيب من يصيبانه من الحيرة في أمره أولا نهما إذا وقعا لا يبقيان موضعا ولا يتجنبان شيأ كالاعمى الذى لا يدرى أين يسلك فهو يمشى حيث أدته رجله ( أو ) هما السيل ( والليل أو ) ما السيل المائج ( والجمل الهائج و ) قال أبو زيد يقال ( تركناهم عمى كربى إذا أشرفوا على الموت ) نقله الجوهرى وفى بعض نسخ الصحاح تركناهم في عمى ( وعماية جبل ) في بلاد هذيل كما في الصحاح ( وثناه الشاعر ) المراد به جرير بن الخطفى ( فقال عمايتين ) أراد عماية وصاحبه وهما جبلان قاله شراح التسهيل وغيرهم نقله شيخنا وقال نصر في معجمه عمايتان جبلان العليا اختلطت فيها الحريش وقشير وبلعجلان والقصياهى لهم شرقيها كله ولباهلة جنوبيها ولبلعجلان غربيها وقيل هي جبال حمر وسود سميت به لان الناس يضلون فيها يسيرون فيها مرحلتين ( و ) يقولون ( عما والله ) وهما والله ) ( كأما والله ) يبدلون من الهمزة عينا وهاء ومنهم من يقول غما والله بمعجمة كما سيأتي ( وأعماه وجده أعمى ) كأحمده وجده محمودا ( والعمى ) مقصور ( القامة والطول ) يقال ما أحسن عمى هذا الرجل أي طوله أو قامته ( و ) أيضا ( الغبار والعامية البكاءة ) من النساء ( والمعتمى الاسد ) * ومما يستدرك عليه العامية الدارسة والعمياء اللجاجة في الباطل والامر الاعمى العصبية لا يستبين ما وجهه والعمية كغنية الدعوة العمياء وقول الراجز يصف اللبن لبياضه يحسبه الجاهل ما كان عما * شيخا على كريسه معمما .
أي ينظر إليه من البعيد فالعمى هنا البعد ورجل عام رام وعمانى بكذا رماني من التهمة وعمى النبت يعمى واعتم واعتمى ثلاث لغات وعميت الى كذا عميانا وعطشت عطشانا إذا ذهبت إليه لا تريد غيره وعمى عن رشده وحجته إذا لم يهتد وعمى عليه طريقه كذلك وعمى عليه الامر التبس وكذا عمى بالتشديد وبهما قرئ قوله تعالى فعميت عليهم الانباء والعماية والعماة السحابة الكثيفة المطبقة ويقولون للقطعة عماءة وبعضهم ينكره ويجعل العمى اسما جامعا والعامي الذى لا يبصر طريقه وأرض عمياء وعامية ومكان أعمى لا يهتدى فيه والنسبة الى الاعمى أعموى والى عم عموى والعماية بقية ظلمة الليل وأعماه الله جعله أعمى نقله الجوهرى ( والعمو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( الضلال و ) قال ابن الاعرابي هو ( الذلة والخضوع ) وقد عما يعمو عموا وفى الحديث مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين تعمو الى هذه مرة والى هذه مرة أي تخضع وتذل والاعرف تعنو ( ج أعماء ) * ومما يستدرك عليه عمويه بضم الميم المشددة لقب عبد الله الجد الاعلى للشهاب السهروردى وقبل موضعه ع م م وقد تقدم ( وعنوت فيهم عنوا ) بالفتح وضبطه في المحكم كسمو ( وعناء صرت أسيرا كعنيت ) فيهم ( كرضيت ) لغتان ذكرهما ابن سيده وفى الصحاح عنا فيهم فلان أسيرا أي أقام فيهم على اساره واحتبس فاقتص على لغة واحدة ( و ) عنوت للحق ( خضعت ) وأطعت ومنه قوله تعالى وعنت الوجوه للحى القيوم وقيل كل خاضع لحق أو غيره عان وقيل معنى عنت الوجوه استأسرت وقيل ذلت وقيل نصبت له وعملت له وقيل هو وضع الجبهة والركبة واليد في الركوع والسجود ( وأعنيته أنا ) أي أبقيته أسيرا وأخضعته ( و ) عنوت ( الشئ أبديته ) وأظهرته ) ( و ) عنوت ( به أخرجته ) وفى الصحاح عنوت الشى أخر جته وأظهرته ( والعنوة الاسم منه ) أي من كل مما ذكر كما في المحكم ( و ) العنوة ( القهر ) يقال أخذره عنوة أي قسرا وفتحت هذه المدينة عنوة أي بالقتال قوتل أهلها حتى غلبوا عليها وعجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجرى بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح فالاجماع على ان العنوة هي الاخذ بالقهر والغلبة ( و ) تأتى العنوة بمعنى ( المودة ) أيضا نقله ابن سيده وهى في معنى الطاعة والتسليم فهو ( ضد ) قالوا وقد تكون عن طاعة وتسليم ممن يؤخذ منه الشئ وأنشد الفراء فما أخذوها عنوة عن مودة * ولكن ضرب المشرفى استقالها قالوا وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال ونسب عبد القادر بن عمر البغدادي في بعض رسائله القول المشهور للعامة وانهم زعموا ذلك وان العنوة تكون عن طاعة وتسليم أيضا واستدل بالبيت الذى أنشده الفراء * قلت المعنيان صحيحان والاجماع على الاول وهى لغة الخاصة وقد تكرر ذكرها في الحديث وفسرت بما ذكرنا ونسبتها للعامة بمجرد قول الشاعر غير صواب وقد قرر العلامة ياقوت الرومي في معجمه قول الشاعر فقال هذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة بمعنى الطاعة ويمكن ان يؤول تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة فيقال ان معناه فما أخذوها غلبة وهناك مودة بل القتال أخذها عنوة كما تقول