بالمد قال الخليل ( و ) فيه لغة أخرى ( عسى عسا ) كرضى ( كبر ) وولى مثل عتى ( و ) عسا ( النبات عساء وعسوا ) كعلووعسى عسا ( غلظ ويبس ) واشتد ( و ) عسا ( الليل اشتدت ظلمته ) والغين أعرف ( والعسو الشمع ) في لغة ( وأبو العسا رجل كان جلادا لصاحب شرطة البصرة ومما يستدرك عليه العسوة بالكسر الكبر وعست يده عسوا اغلظت من عمل نقله الجوهرى عن الاحمر والعاسى الجافي والأعساء الأرزان الصلبة ( ى عسى ) قيل ( فعل مطلقا أو حرف مطلقا ) قال شيخنا كلا القولين غير محرر بل عسى فيها تفصيل الحرفية إذا دخلت على ضمير متصل كعساه وهو مدهب سيبويه وجماعة وفعل من أفعال المقاربة إذا دخلت على ظاهر كما هو رأى المبرد والاخفش وغيرهما ولكل من الاستعمالين شروط في التسهل وشروحه وكلام المصنف غاية في القصور والتقصير وعدم التحرير فلا يعتد به انتهى ( للترجي في المحبوب والاشفاق في المكروه واجتمعا في ) قوله تعالى عسى أن تكرهوا شيأ الاية ) قال الجوهرى وعسى من أفعال المقاربة وفيه طمع واشفاق ولا يتصرف لانه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال تقول عسى زيد أن يخرج فزيد فاعل عسى وأن يخرج مفعولها وهو بمعنى الخروج الا أن خبره لا يكون اسما لا يقال عسى زيد منطلقا انتهى وقال الراغب عسى طمع وترج وكثير من المفسرين فسروا عسى ولعل في القرآن باللازم وقالوا ان الطمع والرجاء لا يصح من الله تعالى وهو قصور وذلك ان الله تعالى إذا ذكر ذلك فذكره ليكون الانسان منه على رجاء لا أن يكون هو تعالى راجيا قال الله تعالى عسى أن تكرهوا شيأ وهو خير لكم الاية ( و ) تأتى ( للشك واليقين ) شاهد اليقين قول ابن مقبل ظنى بهم كعسى وهم بتنوفة * يتنازعون جوائز الامثال ( وقد تشبه بكاد * ويستعمل الغعل بعده بغير أن قالوا عسى زيد ينطلق وقال الشاعر عسى الله يغنى عن بلاد ابن قارب * بمنهمر جون الرباب سكوب ( و ) عسى ( من الله ايجاب ) في جميع القرآن الا قوله تعالى عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا وقال أبو عبيدة جاء على احدى .
لغتي العرب لان عسى في كلا مهم رجاء ويقين كما الصحاح ( و ) تكونه ( بمنزلة كان في المثل السائر عسى الغوير أبؤسا ) لم تستعمل الافيه قال الجوهرى وهو شاذ نادر وضع أبؤسا موضع الخبر وقد يأتي في الامثال ما لا يأتي في غيرها ( وعسى النبات ) كرضى ( عسى ) يبس واشتد لغة في عسا يعسو نقله الجوهرى عن الخليل ( والعاسى النخل ) قال أبو عبيد شمراخ النخل نقله الجوهرى وهى لغة بلحرث بن كعب ( والغسا للبلح بالغين وغاط الجوهرى ) في ذكره هنا نبه على ذلك أبو سهل الهروي كما وجد بخط أبى زكريا وقد ذكره سيبويه في كتاب النخل وأبو حنيفة في كتاب النبات بالعين والغين ( والمعسية كمحسنة الناقة ) التى ( يشك أبها لبن أم لا ) عن ابن الاعرابي وأنشد إذا المعسيات منعن الصبو * ح خب جريك بالمحصن قال جريه وكيله والمحصن ما ادخر من الطعام وقال الراغب المعسيات من الابل ما انقطع لبنه فيرجى أن يعود ( وانه لمعساة بكذا أي مخلقة ) يكون للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع بلفظ واحد ( وأعس به ) أي ( أخلق ) به كأحربه عن اللحيانى ( وهو عسى به ) كغنى ( وعس ) منقوص ولا يقال عسا أي ( خليق وبالعسى أن تفعل ) أي ( بالحرى والمعساء كمكسال الجارية المراهقة ) التى يظن انها قد بلغت عن اللحيانى وأنشد ألم ترنى تركت أبا يزيد * وصاحبه كمعساء الجوارى ( وقوله تعالى فهل عسيتم الاية ) قرئ بفتح السين وبكسرها ( أي هل أنتم قريب من الفرار ) ويقال للمرأة عست أن تفعل ذاك وعسيتن وعسيتم ولا يقال منه يفعل ولا فاعل ( والعشا مقصورة سوء البصر بالليل والنهار ) يكون في الناس والدواب والابل والطير كما في المحكم وقال الراغب ظلمة تعترض العين وفى الصحاح هو مصدر الاعشى لمن لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار ( كالعشاوة أو ) هو ( العمى ) أي ذهاب البصر مطلقا و قد ( عشى كرضى ودعا ) يعشى ويعشو ( عشى ) مقصور مصدر عشى ( وهوعش ) منقوص ( وأعشى وهى عشواء ) ورجلان أعشيان وامر أتان عشواوان وقد أعشاه الله فعشى وهما يعشيان ولم يقولوا يعشوان لان الواو لما صارت في الواحد ياء لكسرة ما قبلها تركت في التثنية على حالها كما في الصحاح وقوله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن أي يعم ( وعشى الطير تعشية أو قد لها نار التعشى ) منها ( فتصاد ) كذا في الحكم ( وتعاشى ) عن كذا ( تجاهل ) كانه لم يره كتعامى على المثل ( و ) من المجاز ( خبطه خبط عشواء ) لم يتعمده كما في المحكم وفى الصحاح ركب فلان العشواء إذا خبط أمره و ( ركبه على غير بصيرة ) وبيان وقيل حمله على أمر غير مستبين الرشد فربما كان فيه ضلاله ( و ) صله من ( العشواء ) وهى ( الناقة ) التى ( لاتبصر أمامها ) فهى تخبط بيديها كل شئ ولا تتعهد مواضع أخفافها وقيل أصله من عشواء الليل أي ظلمائه ويضرب هذا مثلا للشارد الذى يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته ( وعشا النارو ) عشا ( إليها عشوا ) بالفتح ( وعشوا ) كعلو ( رآها ليلا من بعيد فقصدها مستضيئا ) بها يرجو بها هدى وخيرا قال الجوهرى وهذا هو الاصل ثم صار كل قاصد عاشيا وقيل عشوت الى النار عشوا إذا استدللت عليها ببصر ضعيف قال الحطيئة متى تأته تعشو الى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد