تهامة اليمن وهى احدى منازل حاج زبيد وقد نزلت بها مرتين وسكنتها الفقهاء من بنى كنانة العلويين منهم الفقية المشهور قطب الدين اسمعيل بن على الحضرمي الشافعي أحد الائمة المشهورين بالعلم والصلاح والولاية والكرامات سكن بها وأعقب ولدين محمدا وعليا فلمحمد قطب الدين اسمعيل صاحب المؤلفات ولى القضاء الاكبر بااليمن توفى سنة 605 وعقبه بالضحى وأما على فانه سكن زبيد وبها عقبه منهم محمد بن على الملقب بالشافعي الصغير من ولده محمد بن عبد الله بن محمد أقام مفتيا بزبيد نحو أربعين سنة ومنهم صالح ابن على من ولده محمد وعلى ابنا ابراهيم بن صالح وبالجملة فهم من مشاهير بيوت اليمن والعجب للمصنف كيف لم يشر إليهم مع شهرتهم .
وجلا لتهم ومع ذكره لمن دونهم ( و ) من المجاز ( ضحا ظله ) أي ( مات ) ومنه حديث فإذا نضب عمره وضحا ظله قال ابن الاثير يقال ضحا الظل إذا صار شمسا فإذا صار ظل الانسان شمسا فقد بطل صاحبه ( والضحياء امرأة لا ينبت شعر عانتها ) فكأن عانتها ضاحية أي بارزة عارية من الشعر لاظل عليها ( و ) أيضا ( فرس عمرو بن عامر ) بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو فارس الضحياء وأنشد الجوهرى أبى فارس الضحياء يوم هبالة * إذا الخيل في القتلى من القوم تعثر قال الصاغانى والرواية فارس الحواء وهى فرس أبى ذى الرمة والبيت لذى الرمة وقوله الضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح والشاهد عليه بيت خداش بن زهير أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر * أبى الذم واختار الوفاء على الغدر وهو خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر ( ورجل ضحيان يأكل في الضحى ) والقياس فيه ضحوان لانه من الضحوة ( وهى بهاء ) مثل غديان وغديانة قاله شمر ( و ) رجل ( متضح ومستضح ومضطح إذا أضحى ) أي دخل في وقت الضحوة ( والاضحيان بالكسر نبت كالا قحوان ) في الهيئة ( وما لكلامه ضحى كهدى ) أي ( بيان ) وظهور كذا في المحكم وهكذا ضبطه بالكسر والذى في الاساس وأنشدني شعرا ليس فيه حلاوة ولاضحاء أي ليس بواضح المعنى وضبطه بالمد فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه ضحى الرجل تغدى بالضحى وأنشدا بن سيده ضحيت حتى أظهرت بملحوب * وحكت الساق ببطن العرقوب يقول ضحيت لكثرة أكلها حتى تغديت تلك الساعة انتظارا لها والاسم الضحاء كسماء وفى الصحاح الضحاء الغداء سمى بذلك لانه يؤكل في الضحاء قال ذو الرمة ترى الثور يمشى راجعا من ضحائه * بها مثل مشى الهبرزى المسرول وضحى عن الامر بينه وأظهره ويقال أضح لى عن أمرك بفتح الهمزة أي أوضح وأظهر كذا في المحكم وضحينا هم مثل صبحناهم وضحى قومه غداهم أودعاهم الى ضحائه وبدا بضاحى رأسه أي ناحيته والضحيان من كل شئ البارز للشمس قال ابن جنى القياس ضحوان لانه من الضحوة الا انه استخف بالياء والضحيان لقب عامر بن سعد بن الخزرج من بنى النمر بن قاسط سمى بذلك لانه كان يقعد لقومه في الضحاء فيقضى بينهم والضحيانه عصا نبتت في الشمس حتى طحنتها و أنضجتها وهى أشد ما تكون ومنه قول الشاعر يكفيك جهل الاحمق المستجهل * ضحيانة من عقدات السلسل وضحى للشمس كرضى ضحاء ممدود برز وكذلك ضحى كسعى ومستقبلهما يضحى في اللغتين جميعا نقله الجوهرى وزاد ابن القطاع في مصادره ضحيا وفى الحديث أن أبن عمر رأى رجلا محرما قد استظل فقال أضح لمن أحرمت له قال الجوهرى هكذا يرويه المحدثون بفتح الألف وكسر الحاء من أضحيت وقال الاصمعي انما هو بكسر الالف وفتح الحاء من ضحيت أضحى لانه انما أمره بالبروز للشمس وضحيته عن الشئ رفقت به وضح رويدا أي لا تعجل قال زيد الخيل الطائى فلو أن نصرا أصلحت ذات بينها * لضحت رويدا عن مطالبها عمرو ونصر وعمروا بناقعين بطنان من أسد كما في الصحاح وفى الاساس ومن المجاز ضحى عن الامر وعشى عنه إذا تأنى عنه واتأد ولم يعجل وفى مثل ضح رويدا وعش رويدا وأصله من تضحية الابل عن الورد انتهى وفى كتاب على الى ابن عباس رضى الله تعالى عنهم ألاضح رويدا فقد بلغت المدى أي اصبر قليلا وفى المحكم في مثل ضح ولا تغتر ولا يقال ذلك الا للانسان قاله الاصمعي وجعله غيره للناس والابل واستضحى للشمس برزلها وقعد عندها في الشتاء خاصة وضحى الشمس ضوؤها وبه فسر قوله تعالى والشمس وضحاها كذا في مقدمة الفتح والضواحي من النخل ما كان خارج السور صفة غالبة لانها تضحى للشمس وليلة ضحيا بالقصر والمد وذكر المصنف الممدود وضحيان وضحيانة واضحيان واضحيانة بكسرهما ولم يأت في الصفات افعلان الا هذا وفى ارتشاف الضرب لابي حيان أنه يقال أضحيان بالفتح قال شيخنا وهو غريب ويوم اضحيان وضحيان وسراج ضحيان وقمر ضحيان واضحيان كل ذلك أي مضئ وبنو ضحيان بطن وضحياء موضع وقد ضحيت الليلة كرضى لم يكن فها غيم وضحى الفرس ابيض وأضحى صلى النافلة في ذلك الوقت وهو من أهل الضاحية أي البادية وضواحي قريش النازلون بظواهر مكة وضاحت البلاد برزت للشمس فيبس نباتها فاعلت من ضحا والاصل ضاحيت وقال الاصمعي يستحب من الفرس أن يضحى عجانه أي يظهر نقله الجوهرى وأضحى عن الامر بعد عنه والقطا يضحى عن الماء أي يبعد وهو مجاز وشجرة ضاحية الظل أي لاظل لها ومفازة ضاحية الظلال وفى الدعاء لا أضحى الله لنا ظلك وأبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني الكوفى عن مسروق وعنه الاعمش وضحى لقب جماعة بشربين من أرض مصر منهم سلامة بن أحمد الشربينى الفرضى تفقه على المزاحى وعنه شيخ مشايخنا أبو حامد البديري توفى سنة 1087 ومنهم صاحبنا