ولم يزرنى فقد جفا أي فعل ما يسؤنى وجفا ثوبه غلظ وكذلك القلم إذا غلظ قطه وهو من جفاة العرب وأصابته جفوة الزمن وجفواته وهو مجاز والجفوة المرة الواحدة من الجفاء والجفاء كغراب ما يرمى به الوادي أو القدر من الغثاء وأجفت القدر زبدها رمته وكذلك جفت وأجفت الارض صارت كالجفاء في ذهاب خيرها قال الراغب أصل كل ذلك الواو دون الهمزة وجفاء الناس سرعانهم وأوائلهم شبهوا بجفاء السيل ى ( جفيته أجفيه ) أهمله الجوهرى وقال الصاغانى أي ( صرعته ) لغة في جفأته بالهمز وقد تقدم ( و ) قال أبو عمرو ( الجفاية بالضم السفينة الفارعة ) فإذا كانت مشحونه فهى غامدة وآمدة وخن ( والمجفى المجفو ) وقد جاء في شعر أبى النجم * ما أنا بالجافى ولا المجفى * وتقدم تعليله وأنكر الجوهرى جفيت * ومما يستدرك عليه جفيت البقل وأجتفيته قلعته لغة في جفأته نقله ابن سيده * ومما يستدرك عليه جكران كعثمان اسم واليه نسب أبو محمد الحسن بن فاخر بن محمد الجكرانى سمع أبا سعيد محمد بن الحسن القاضى السجستاني ذكره ابن السمعاني وضبطه و ( جلا القوم عن الموضع ) وفى الصحاح عن أوطانهم زاد ابن سيده ( ومنه جلو أو جلاء وأجلو ) أي ( تفرقوا ) وفى الصحاح الجلاء الخروج من البلد وقد جلوا ( أو جلا من الخوف وأجلى من الجدب ) هكذا فرق أبو زيد بينهما ( و ) يقال ( جلاه الجدب ) يتعدى ولا يتعدى قال ابن الاعرابي جلاه عن وطنه فجلا أي طرده فهرب ( وأجلاه ) يتعدى ولا يتعدى كلاهما بالالف يقال أجليت عن البلد وأجليتهم أنا وأجلوا عن القتيل لا غير انفرجوا كما في الصحاح ومن الثلاثي المتعدى حديث الحوض فيجلون عنه أي ينفون ويطردون هكذا روى والرواية الصحيحة بالحاء المهلة والهمز ومن اللازم قوله تعالى ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء ومن الرباعي المتعدى قولهم أجلاهم السلطان أي أخرجهم وقال الراغب أبرزهم فجلوا وأجلوا ومن كلام العرب فاما حرب مجلية واما سلم مخزية أي اما حرب تخرجكم من دياركم أو سلم تخزيكم وتذلكم ( واجتلاه ) كأجلاه ( و ) قال أبو حنيفة ( جلا النحل ) يجلوها ( جلاء دخن عليها اليشتار العسل ) ومنه قول أبى ذؤيب يصف النحل والعاسل فلما جلاها بالايام تحيرت * ثبات عليها ذلها واكتآبها والايام الدخان ( و ) جلا الصيقل ( السيف والمرآة ) ونحوهما ( جلوا ) بالفتح ( وجلاء ) بالكسر ( صقلهما ) واقتصر الجوهرى على السيف وعلى المصدر الاخير ( و ) من المجاز جلا ( الهم عنه ) جلوا ( أذهبه ) نقله الجوهرى ولم يذكر المصدر ( و ) من المجاز جلا ( فلانا الامر ) أي ( كشفه عنه ) وأظهره ومنه جلا الله عنه المرض ( كجلاه ) بالتشديد ومنه قوله تعالى والنهار إذا جلاها قال الفراء إذا جلى الظلمة فجازت الكناية عن الظلمة ولم تذكر في أوله لان معناها معروف ألا ترى انك تقول أصبحت باردة وأمست عرية وهبت شمالا فكن مؤنثات لم يجر لهن ذكر لان معناهن معروف وقال الزجاج إذا بين الشمس لانها تبين إذا انبسط ( وجلى عنه وقد انجلى ) الهم والامر ( وتجلى ) يقال انجلت عنه الهموم كما تنجلي الظلمة وفى حديث الكسوف حتى تجلت الشمس أي انكشفت وخرجت من الكسوف وقال الراغب التجلى قد يكون بالذات نحو والنهار إذا تجلى وقد يكون بالامر والفعل نحو فلما تجلى ربه للجبل * قلت قال الزجاج أي ظهر وبان قال وهذا قول أهل السنة وقال الحسن تجلى بالنور العرش ( و ) جلا ( بثوبه ) جلوا ( رمى به ) عن الزجاج ( وجلا ) إذا ( علا ) عن ابن الاعرابي ( و ) جلا ( العروس على بعلها جلوة ويثلث ) واقتصر الجوهرى على الكسر ( وجلاء ) ككتاب نقله الجوهرى عن أبى نصر ( و ) كذلك ( اجتلاها ) أي ( عرضها عليه مجلوة ) وقد جليت على زوجها وفى الصحاح جلوت العروس جلاء .
وجلوة واجتليتها نظرت إليها مجلوة ( وجلاها وجلاها زوجها وصيفة أو غيرها أعطاها اياها في ذلك الوقت ) التخفيف عن الاصمعي ( وجلوتها بالكسر ما اعطاها ) من غره أو دراهم ومن التشديد حديث ابن سيرين كره ان يجلى امرأته شيأ ثم لابقى به ويقال ما جلوتها فيقال كذا كذا ( واجتلاه نظر إليه ) ومنه اجتلاه الزوج العروس ( والجلاء كسماء الامر الجلى ) البين الواضح تقول منه جلالى الخبر وضح هكذا ضبطه الجوهرى وأنشدد لزهير فان الحق مقطعه ثلاث * يمين أو نفار أو جلاء قال يريد الاقرار * قلت وضبطه الازهرى بكسر الجيم وأراد به البينة والشهود من المجالاة وقد تقدم بيانه في ق ط ع ( و ) من المجاز ( أقمت ) عنده ( جلاء يوم ) أي ( بياضه ) عن الزجاج قال الشاعر ما لى ان أقضيتني من مقعد * ولا بهذي الارض من تجلد * الاجلاء اليوم أو ضحى غد ( و ) الجلاء ( بالكسر الكحل ) وكتابته بالالف عن ابن السكيت وفى حديث أم سلمة انها كرهت للمعدة أن تنكنحل بالجلاء هو الاثمد ( أو كحل خاص ) يجلو البصر وأنشد الجوهرى لبعض الهذليين هو أبو المثلم وأكحلك بالصاب أو بالجلاء * ففتح لذلك أو غمض ( وجلى ببصره تجلية ) إذا ( رمى ) به كما ينظر الصقر الى الصيد قال لبيد فانتصلنا وابن سلمى قاعد * كعتيق الطير يغضى ويجل أي ويجلى ( و ) جلى ( البازى تجلية وتجليا ) بتشديد الياء ( رفع رأسه ثم نطر ) وذلك إذا آنس الصيد قال ذو الرمة نظرت كما جلى على رأس رهوة * من الطير أقنى ينقض الطل أورق