وفي الحديث : " الجِراحاتُ بَواءٌ " يعني أنَّها متساوِيةٌ في القِصاص وأنَّه لا يُقْتَص للمجروح إِلاَّ من جارِحِهِ الجاني ولا يُؤخذُ إِلاَّ مثْلُ جِراحَته سَواء وفي حديث جعفرٍ الصادِقِ قيل له : ما بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظَةٌ على بَني آدَمَ فقال : تُريد البَوَاءَ . أَي تُؤْذي كما تُؤْذى . وبَواءٌ أيضاً وادٍ بتِهامَةَ كذا في العُباب والتكملة . ويقال : كلَّمناهُمْ فأَجابُوا عن بَواءٍ واحدٍ أَي بجوابٍ واحدٍ أَي لم يختلِف جوابُهم فعَنْ هنا بمعنى الباءِ وفي العُباب : أَي أَجابوا جَواباً واحداً والبيئَةُ بالكسر : الحالَةُ يقال : إنَّه لحَسَنُ البِيئةِ . وقالوا : في أَرضِ فَلاة فَلاةٌ تَبيءُ في فلاةٍ أَي لسعتها : تذهب . ويقال : حاجَةٌ مُبيئَةٌ بالضمّ أَي شديدةٌ لازمة . وممَّا يستدرك عليه : استَباءَ المنزِلَ : اتَّخذه مَباءةً . وأَبَأْتُ على فلانٍ مالَهُ إذا أَرحتُ عليه إبلَه وغنَمَه . وأَبَاءَ الله عليهم نَعَماً لا يَسعُها المُراحُ . وقال ابن السِّكّيت في قول زهيرِ بن أَبِي سُلْمى : .
فلمْ أرَ مَعْشَراً أَسَروا هَدِيًّا ... ولمْ أَرَ جارَ بيتٍ يُسْتَباءُ الهَدِيُّ : ذو الحَرْمَةِ ويُستباءُ أَي يتَبَوَّأُ أَي تُتَّخَذُ امرأَتُه أَهْلاً . وقال أَبو عمرٍو الشيبانيّ : يُسْتَباءُ من البَواءِ وهو القَوَدُ وذلك أنَّه أَتاهُمْ يُريد أنْ يَستجيرَ بهم فأَخذوه فقتلوه برجُلٍ منهم . وللبئر مَباءَتان : إحداهما مَرْجِع الماءِ إلى جَمِّها والأُخرى موضعُ وُقوفِ سائِق السَّانِيَةِ . الفرَّاء : بَاءَ بوزن باعَ إذا تكبَّر كأنَّه مقلوب بأَي كما قالوا راءَ ورَأَى وسيُذكر في المعتلِّ .
ب ه أ .
بَهَأَ به مثلَّثةُ الهاءِ وهي عينُ الكلمةِ وقد تقدَّم أنَّ التثليث لا يُعتبر إِلاَّ في عينِ الفعلِ فذِكْرُ الهاءِ هنا كاللَّغْوِ بَهْأً بالمدّ أَنِسَ به وأَلِفَ وأَحَبَّ قُرْبَه وقد بَهَأْتُ به وبَهِئْتُ قاله أَبو زيد . وفي حديث عبد الرحمن بن عَوْفٍ أنَّه رأَى رجلاً يحلف عند المَقام فقال : أَرى النَّاسَ قد بَهَئُوا بهذا المَقام . أَي أَنِسوا به حتَّى قلَّتْ هَيبتُه في قلوبهم . وفي حديث مَيمون ابن مِهرانَ أنَّه كتب إلى يونُسَ بنِ عُبَيد : عليكَ بكِتابِ الله فإنَّ النَّاسَ قد بَهَئُوا به . قال أَبو عُبَيدٍ : ورُوِيَ : بَهَوْا به غير مهموزٍ وهو في الكلام مهموزٌ كابْتَهأَ به إذا أَنِسَ وأَحبَّ قربَه عن أَبِي سعيد قال الأعشى : .
وفي الحَيِّ من يَهْوى هَوَانا ويَبْتَهي ... وآخَرُ قد أَبْدى الكَآبَةَ مُغْضَبُ فترك الهمزةَ من يبْتَهي كذا في العُباب والتَّكملة واللسان . وبَهاءٍ كقَطامِ عَلَم امرأة من بَهَأَ به إذا أَنِسَ كذا في مجاميع القزَّاز . وعن ابن السِّكّيت يقال : ما بَهَأْتُ له وما بَأَهْتُ له أَي ما فَطِنْتُ له . وقال الأَصمَعِيّ في كتاب الإبل ناقةٌ بَهاءٌ بالفتح ممدوداً : بَسوءٌ قد أَنِسَتْ بالحالِب وهو من بَهَأْت به إذا أَنِسَتْ به . وبَهَأَ البيتَ كمنَعَ يَبْهَؤُهُ : أَخْلاهُ من المَتاعِ وهو أَثاثُ البيتِ أَو خَرَقَه كأَبْهَأَهُ فأمَّا البَهاءُ من الحُسْنِ فهو من بَهِيَ الرجلُ غير مهموزٍ والتركيبُ يدُلُّ على الأُنْسِ .
فصل التاء الفَوْقِيَّة مع الهمزة .
ت أ ت أ .
التَّأْتَأَةُ : حِكايَةُ الصَّوْتِ تقول : تَأْتَأْتُ به . والتَّأْتَأَةُ تردُّدُ التَّأْتاءِ في التَّاءِ إذا تكلَّم . والتَّأْتَأَة دُعاء التَّيسِ المِعْزَى للسِّفادِ وفي العُباب : إلى العَسْبِ كالتَّأْتَاءِ بحذف الهاء . والتَّأْتَأَةُ هي أيضاً مَشْيُ الطِّفْلِ الصَّغيرِ وفي العباب : الصَّبيّ بدل الطفْل . والتَّأْتَأَةُ التَّبَخْتُرُ في الحَرْبِ شجاعةً .
ت ت أ