وإِنِّيَ والعَبْسِيَّ في أَرْضِ مَذْحِجٍ ... غَرِيبانِ شَتَّى الدَّارِ مُخْتلِفَانِ .
وما كان غَضُّ الطَّرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً ... ولكِنَّنَا في مَذْحِجٍ غُرُبَانِ والغُرَباءُ : الأَبَاعِدُ . وعن أَبي عَمْرو : رَجُلٌ غَرِيب وغَرِيبِيٌّ وشَصِيبٌ وطَارِيٌّ وإِتاوِيّ بِمَعْنىً . وفي لِسَانِ العَرَب : والأُنْثَى غَرِيبَةٌ والجَمْعُ غَرَائِب قَالَ : .
إِذَا كوكبُ الخَرْقَاءِ لاَحَ بسُحْرَةٍ ... سُهَيْل أَذَاعَتْ غَزْلَهَا في الغَرَائِبِ أَي فَرَّقَتْه بينَهُن . وذلك لأَنَّ أَكثَر مَنْ تَغْزِل بالأُجْرَة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم سُئلَ عن الغُرَبَاءِ فَقَالَ : الَّذِين يُحْيُون ما أَمَاتَ النَّاسُ من سُنَّتِي وفي آخرَ : إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً وسَيعُودُ غَرِيباً فطُوبَى للغُرَبَاءِ أَي أَنّه في أَوَّل أَمْره كالغَرِيب الوَحيدِ الَّذي لا أَهْلَ لَه عِنْدَه . والغُرَابَاتُ والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ كقُرُبَات وغُرْيُبٌ كقُنْفُذٍ ونِهْيُ بالكسر غُراب و نِهْيُ غُرُبٍ بضمهن راجع للكل وفي نسخة بضَمَّتَيْن : مَوَاضِعُ . الثَّانِي من حُصُونِ اليَمَن وقد تقدم ذكرُه في أَوَّل المَادَّة والأَوَّلُ والثَّالثُ والرَّابعُ ومَا بَعْدَهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وضَبَطَ الرَّابع كزُبَيْر وقد جاءَ ذِكْرُه في شِعْرٍ مُضَافاً إِلى ضَاحٍ وهو وَادٍ في دِيَارِ بَنِي كِلاَب فَتَأَمَّل . في الأَسَاس : وجْهٌ كمرْآةِ الغَرِيبَة ؛ لأَنَّهَا في غَيْر قَوْمِها فمِرآتُهَا أَبداً مَجْلٌوَّة . ومن المجاز : استِعرْ لنا الغَريبَة وَهي رَحَى الْيَد ؛ سُمِّيت لأَنَّ الجِيرَانَ يَتَعَاوَرُونَها بينَهم ولا تَقَرُّ عند أَصْحَابِهَا وأَنْشَدَ بَعْضُهم : .
كأَنَّ نَفِيَّ مَا تَنْفِي يَدَاهَا ... نَفِيُّ غَرِيبَة بِيَدَيْ مُعِينِ