ومنه قالوا : طارَت بِهِ العَنْقَاءُ المُغْرِبُ . قال الأَزْهَرِيُّ : حذِفَت هاء التأْنِيث مِنْهَا كما قَالُوا : لِحْيَةٌ ناصِلٌ وأَغرَبَ الدابَّةُ إِذَا اشْتَدَّ بَيَاضُه . في التَّهْذِيبِ : والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ قال : هكَذَا جاءَ عن العَرب بغَيْر هَاءٍ وهي الّتِي أَغْربَت في البِلاَد فَنَأَتْ أَي بَعُدت فلم تُحَسَّ ولَمْ تُرَ مَبْنِيّاً للمجهول فيهما . والتَّغْرِيبُ : أَن يَأْتِيَ بِبَنِينَ بِيضٍ وبَنِينَ سُودٍ فَهُو ضِدٌّ . قال شَيْخُنَا : هذا تَعَقَّبُوه وقَالُوا : لا ضِدّيّةَ فِيهِ فإِنَّ التَّغْرِيبَ هو الإِتْيَانُ بالنَّوْعَيْن جَمِيعاً والإِتيانُ بكُلِّ وَاحد من النَّوْعَيْنِ على انفرادِه لا يُسَمَّى تَغْرِيباً حَتَّى يَكُونَ من الأَضْدَادِ : كما أَشَار إِلَيْه سعدي جلبي انتهى . والتَّغْرِيبُ : أَنْ تَجْمَعَ الغُرَابَ ؛ وهو الثَّلْج والصَّقِيع فَتَأْكُلَه . والتَّغْرِيبُ في الأَرْضِ : الإِمْعَانُ وقَدْ تَقَدَّم وغَرَّبَه إِذَا نَحَّاه كأَغْرَبَه . والتَّغْرِيبُ : النَّفْيُ عن البلد الّذِي وَقَعَت الخِيَانَةُ فِيهِ . وفي الحَدِيث أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه : إِنَّ امْرَأَتي لاَ تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ فقال : غَرِّبْهَا . أَي أَبْعِدْها يُرِيد الطَّلاَقَ . وغَرَّبهُ الدَّهْرُ وغَرَّبَ عَلَيْه : تَرَكَه بُعْداً . والمُغرَب بفَتْحِ الرَّاءِ أَي مع ضَمِّ المِيم : الصُّبْحُ لِبَياضِه . والغُرَابُ : البَرَدُ لِذَلِك وقد تقدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه المُغْرَبُ : كُلُّ شَيْءٍ أَبْيَضَ . قال مُعَاوِيَةُ الضَّبِّيّ : .
فهَذَا مَكَانِي أَوْ أَرَى القَارَ مُغْرَباً ... وحَتَّى أَرَى صُمَّ الجِبَالِ تَكَلَّمُ ومَعْنَاه أَنَّه وَقَعَ في مَكَان لا يَرْضَاه ولَيْسَ لَه مَنْجيً إِلاّ أَنْ يَصيرَ القَارُ أَبيضَ وهو شِبْهُ الزِّفْت أَو تُكَلِّمَهُ الجِبَال وهذا ما لا يَكُونُ ولا يَصِحُّ وُجُودُه عادَةً . المُغْرَبُ : ما كُلّ شَيْء منه أَبْيَضُ وَهُوَ أَقْبَحُ البَيَاضِ . و في الصّحاح : المُغْرَبُ : ما ابْيَضَّ أَشْفَارُه من كُلّ شَيْء . قال الشَّاعِرُ : .
" شَريجَان مِنْ لَوْنَيْنِ خِلْطَانِ مِنْهُمَاسَوَادٌ ومِنْهُ وَاضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الغُرْبَةُ : بياضٌ صِرْفٌ . والمُغْرَبُ مِنَ الإِبِل : الَّذِي تَبْيَضُّ أَشْفَارُ عَيْنَيْه وحَدَقَتَاه وهُلْبُه وكُلُّ شَيْءٍ منه . وقال غيرُه المُغْرَب من الخَيْلِ : الَّذِي تَتَّسع غُرَّتُه في وَجْهِه حتَّى تُجَاوِزَ عَيْنَيْه . ويقال : عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ أَي زَرْقَاءُ بيْضَاءُ الأَشْفَارِ والمَحَاجِر فإِذَا ابيضَّت الحَدَقَة فهو أَشَدُّ الإِغْرَاب . والغِرْبِيبُ بالكَسْرِ : ضَرْبٌ من العِنَب بالطَّائِف شَدِيدُ السَّوَدِ وهو مِنْ أَجْوَدِ العِنَبِ وأَرَقِّه وأَشَدِّه سَوَاداً في الحَدِيث : إِنَّ الله يُبْغِضُ الشَّيْخ الغِرْبِيب هو الشَّدِيد السَّواد وجَمْعُه غَرَابِيبُ . أَراد الَّذِي لا يَشِيبُ وقيل : أَرادَ الَّذِي يُسَوِّدُ شَيْبَه بالخِضَابِ و يقال : أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ أَي حَالِكٌ شَدِيدُ السَّواد . وأَما إِذَا قُلْتَ : غَرَابِيب سُودٌ فإِ نَّ السُّود بَدَلٌ من غَرَابِيب لأَنَّ تَوْكيدَ الأَلْوَانِ لا يَتَقَدَّم وهو عِبَارَةُ ابْن مَنْظُور . قال شَيْخُنَا نَقْلاً عن السُّهَيْليّ : وظاهرُه أَنَّ تَوْكِيدَ غَيْرِ الأَلْوان يتَقَدَّم ولا قَائِلَ بِه من أَهْلِ العَرَبِيَّة : وقال الهَرَوِيّ : أَي ومن الجِبَال غَرَابِيبُ سُودُ وهي الجدر ذوات الصُّخُورِ السُّود . وأُغرِبَ الرَّجُلُ بالضَّم أَي اشْتَدَّ وَجَعُه من مَرَضٍ أَو غَيْرِه عن الأَصْمَعِيّ : أُغْرِب عَلَيْه وأُغْرِب به : صُنِع بِهِ صَنِيعٌ قَبيحٌ كما في التَّكْمِلَة . أُغْرِب الفَرسُ : فَشَتْ غُرَّتُه وأَخذَت عَيْنَيْه وابيَضَّت الأَشْفَارُ وكذلك إِذَا ابيَضَّت من الزَّرَق أَيْضاً وقد تقدم بيان الإِغْرَاب في الخَيْل . والغُرُب بضَمَّتَيْن : الغَرِيبُ . ورجلٌ غَرِيبٌ وغُرُبٌ بِمَعْنىً أَي لَيْسَ مِنَ القَوْم وهُمَا غُرُبَانِ : قال طَهْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الكِلاَبِيُّ :