موصوفة ) ولهذا دخلت عليها رب في قوله رب من أنضجت غيظا قلبه * قد تمنى لى موتا لم يطع ووصف بالنكرة في قول بشر بن عبد الرحمن لكعب بن مالك الانصاري وكفى بنا فضلا على من غيرنا * حب النبي محمد ايانا في رواية الجر وقوله تعالى ومن الناس من يقول آمنا جزم جماعة أنها نكرة موصوفة وآخرون انها موصولة ( و ) تكون ( نكرة تامة ) نحو مررت بمن محسن أي بانسان محسن وفي التهيذب عن الكسائي من تكون اسما وحجدا واستفهاما وشرطا ومعرفة ونكرة وتكون للواحد والاثنين والجمع وتكون خصوصا وتكون للانس والملائكة والجن وتكون للبهائم إذا خلطتها بغيرها * قلت أما الاسم المعرفة فكقوله تعالى والسماء وما بناها أي والذى بناها والجحد كقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون المعنى لا يقنط وقيل هي من الاستفهامية أشربت معنى النفى ومنه ومن يغفر الذنوب الا الله ولا يتقيد جواز ذلك بان يتقدمها الواو خلافا لبعضهم بدليل قوله تعالى من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه والاستفهام نحو قوله تعالى من بعثنا من مر قدنا والشرط نحو قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فهذا شرط وهو عام ومن للجماعة نحو قوله تعالى ومن عمل صالحا فلا نفسهم يمهدون وأما في الواحد فكقوله تعالى ومنهم من يستمع اليك وفي الاثنين كقوله تعال فان عاهدتني لا نخوننى * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان قال الفراء ثنى يصطحبان وهو فعل لمن لانه نواه ونفسه وفي جمع النساء نحو قوله تعالى ومن بقنت منكن لله ورسوله وقال الراغب من عبارة عن الناطقين ولا يعبر به عن غيرهم الا إذا جمع بينهم وبين غيرهم كقولك رأيت من في الدار من الناس والبهائم أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيها الناطقون كقوله D فمنهم من يمشى الآيد ويعبر به عن الواحد والجمع والمؤنث والمذكر وفي الصحاح اسم لمن يصلح أن يخاطب وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو من عندك والخبر نحو رأيت من عندك والجزاء نحو من يكر منى أكرمه وتكون نكرة وأنشد قول الانصاري وكفى بنا فضلا الى آخره قال خفض غير على الاتباع لمن ويجوز فيه الرفع على أن تجعل من صلة باضمار هو قال وتحكى بها الأعلام والكنى والنكرات في لغة أهل الحجاز إذا قال رأيت زيد اقلت من زيد وإذا قال رأيت رجلا قلت منا لانه نكرة وان قال جاءني رجل قلت منو وان قال مررت برجل قلت منى وان قال جاءني رجلان قلت منان وان قال مررت برجلين قلت منين بتسكين النون فيهما وكذلك في الجمع ان قال جاءني رجال قلت منون ومنين في النصب والجر ولا يحكى بها غير ذلك لو قال رأيت الرجل قلت من الرجل بالرفع لانه ليس يعلم وان قال مررت بالامير قلت من الامير وان قال رأيت ابن أخيك قلت من ابن أخيك بالرفع لا غير قال وكذلك إذا أدخلت حرف العطف على من رفعت لا غير قلت فمن زيد ومن زيد وان وصلت حذفت الزيادات قلت من هذا وتقول في المرأة منة ومنتان ومنات كله بالتسكين وان .
وصلت قلت منة يا هذا ومنات يا هؤلاء * ومما يستدرك عليه إذا جعلت من اسما سمكنا شددته لأنه على حرفين كقول خطام المجاشعى فرحلوها رحلة فيها رعن * حتى أنخناها الى من ومن أي الى رجل وأى رجل يريد بذلك تعظيم شأنه وإذا سميت بمن لم تشدد فقلت هذا من ومررت بمن قال ابن برى وإذا سألت الرجل عن نسبه قلت المنى وان سألته عن بلدته قلت الهنى وفي حديث سطيح * يا فاصل الخطة أعيت من ومن * قال ابن الاثير هذا كما يقال في المبالغة والتعظيم أعيا هذا الامر فلانا وفلانا أي أعيت كل من جل قدره فحذف يعنى أن ذلك مما تقصر عنه العبارة لعضمه كما حذفوها من قولهم بعد اللتيا واللتى استعظاما لشأن المخلوق وحكى يونس عن العرب ضرب من منا كقولك ضرب رجل رجلا وقولهم في جواب من قال رأيت زيد المنى يا هذا فالمنى صفة غير مفيدة وانما معناه الاضافة الى من لا يخص بذلك قبيلة معروفة وكذلك تقول المنيان والمنيون والمنية والمنيتان والمنيات فإذا وصلت أفردت على ما بينه سيبويه وتكون من للاستفهام الذى فيه معنى التعجب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله من هو وما هو وقول الشاعر * جادت بكفى كان من أرمى البشر * يروى بفتح الميم أي بكفى من هو أرمى البشر وكان على هذا زائدة والرواية المشهورة بكسر الميم ( ومن بالكسر ) حرف خفض يأتي على أربعة عشر وجها الاول ( لابتداء الغاية ) ويعرف بما يصح له الانتهاء وقد يجئ لمجرد الابتداء من دون قصد الانتهاء مخصوصا نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فابتداء الاستعاذة من الشيطان مع قطع النظر عن الانتهاء ( غالبا وسائر معانيها راجعة إليه ) وردها الناصر البغدادي في منهاجه الى البيانية دفعا للاشتراك لشموله جمع مواردها قال شيخنا C تعالى وهو خلاف ما نص عليه أئمة الصرف في الاماكن ومثاله قوله تعالى ( أنه من سليمان ) نزل فيه منزلة الاماكن وهذا كقولهم كتبت من فلان الى فلان وقوله تعالى ( من المسجد الحرام ) الى المسجد الاقصى هو كقولهم خرجت من بغداد الى الكوفة ويقع كذلك في الزمان أيضا كما في الحديث فمطرنا ( من الجمعة الى الجمعة ) وعليه قوله تعالى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ( و ) يقع في المعاني نحو قرأت القرآن من أوله الى آخره الثاني ( للتبعيض ) نحو قوله تعالى ( منهم من كلم الله ) وعلامتها امكان سد بعض مسدها كقراءة ابن مسعود رضى الله تعالى عنه حتى تنفقوا بعض ما تحبون ومنه قوله تعالى ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع فمن هنا اقتضى التبعيض