ان يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس الا عند كفران النعمة ولقبح ذلك قالوا المنة تهدم الصنيعة ولذلك قال الله D لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة وقوله D يمنون عليك أن .
سلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم فالمنة منهم بالقول ومنة الله D عليهم بالفعل وهو هدايته اياهم لما ذكر وأما قوله D فاما منا بعد واما فداء فالمن اشارة الى الاطلاق بلا عوض وقوله D ولا تمنن تستكثر قيل هو المنة بالقول وذلك أن تمن به وتستكثره وقيل لا تعشيا مقدر التأخذ بدله ما هو أكثر منه ( و ) من ( الحبل ) يمنه منا ( قطعه و ) من ( الناقة ) يمنها منا ( حسرها ) أي هزلها من السفر ( و ) من ( السير فلانا أضعفه وأعياه وذهب بمنته ) أي ( يقوته ) قال ذو الرمة منه السير أحمق أي أصعفه السير ( كأمنه ) امنا نا ( وتمننه و ) من ( الشئ نقص ) قال لبيد لمعفر فهد تنازع شلوه * غبس كواسب لا يمن طعامها أي لا ينقص وقيل لا يقطع وهذا البيت أنشد الجوهرى عجزه وقال غبسا والرواية ما ذكرنا * وفي نسخة ابن القطاع من الصحاح * حتى إذا بئس الرماة وأرسلوا * غبسا الخ قال ابن برى وهو غلط وانما هو في نسخة الجوهرى عجز البيت لا غير قال وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجزه وانما عجزه وأرسلوا * غضفا دواجن قافلا أعصامها * وليس ذلك في شعر لبيد ( و ) قوله تعالى وأنزلنا عليكم المن والسلوى قيل ( المن كل طل ينزل من السماء على شجر أو جر ويحلو وينعقد عسلا ويجف جفاف الصمنع كالشير خشت والترنجبين ) والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما اشارة الى ما أنعم الله D عبه عليهم وهما بالذات شئ واحد لكن سماه منا من حيث انه امتن به عليهم وسماه سلوى من حيث انه كان لهم به التسلى قاله الراغب وفي الصحاح المن كالترنجبين وفي المحكم طل ينزل من السماء وقيل هو شبه العسل كان ينزل على بنى اسرائيل وقال الليث المن كان يسقط عشلى بنى اسرائيل من السماء إذ هم في التيه وكان كالعسل الخامس حلاوة وقال الزجاج جملة المن في اللغة ما يمن به الله D مما لا تعب فيه ولا نصب قال وأهل التفسير يقولون ان المن شئ كان يسقط على الشجر حلو يشرب وفي الحديث الكماءة من المن وماؤها شفاء اللعين انما شبهها بالمن الذى كان يسقط على بنى اسرائيل لانه كان ينزل عليهم عفوا بلا علاج انما يصبحون وهو بافنيتهم فيتناولونه وكذلك الكماءة لا مؤنة فيا ببذر ولا سقى ( والمغرب بالمن ) عند الاطياء ( ما وقع على شجر البلوط معتدل نافع للسعال الرطب والصدر والرئة والمن أيضا من لم بدعه أحد ) هكذا في النسخ وفيه خطأ في موضعين والصواب الممن الذى لم يدعه أب كما هو نص المحكم ( و ) أيضا ( كيل م ) معروف ( أو ميزان ) كما في المحكم ( أو ) هو ( رطلان كالمنا ) كما في الصحاح وفي التهذيب المن لغة في المنا الذى يوزن به وقال الراغب المن ما يوزن به ياقل من ومنا ( ج أمنان ) وربما أبدل من احدى النونين ألف فقيل منا ( وجمع المنا أمناء والمنة باضم القوة ) وقد مر قريبا فهو تكرار وقد خص بعضهم به قوة القلب ( و ) المنة ( بالفتح من أسمائهن ) أي النسوة ( والمنون الدهر ) وهو اسم مفرد وعليه قوله تعالى فتربص به ريب المنون أي حوادث الدهر ومنه قول أبى ذؤيب أمن المنون وريبة تتوجع * والدهر ليس بمعتب من يجزع قال ابن برى أي الدهر وريبه ويدل على ذلك قوله * والدهر ليس بمعتب من يجزع * وقال الازهرى من ذكر المنون أراد .
به الدهر وأنشد قول أبى ذؤيب قال ابن برى ومثله قول كعب بن مالك الانصاري رضى الله عنه أنسيتم عهد النبي اليهكم * ولقد ألظ وأكد الايمانا أن لا تزولوا ما تغرد طائر * أخرى المنون مواليا اخوانا قال ابن برى ويروى وريبها أنثه على معنى الدهور ورده علي الجنس وأنشد الاصمعي غلام وغى تقحمها فأبلى * فخان بلاءه الدهر الخؤون فان على الفتى الاقدام فيها * وليس عليه ما جنت المنون قال فالمنون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله * فخان بلاءه الدهر الخؤون * ( و ) المنون ( الموت ) وبه فسر قول الهذلى وانما سمى به لانه ينقص العدد ويقطع المدد وقيل المنة هي التى تكون بالقول هي من هذا لانها تقطع النعمة قاله الراغب وقال تعلب المنون يحمل معناه على المنايا فيعبر بها عن الجمع وأنشد لعدى بن زيد من رأيت المنون عزين أم من * ذا عليه من أن يضام خفير وقال غيره هو يذكر ويؤنث فمن أنث حمل على المنية ومن ذكر حمل على الموت وقال ابن سيده يحتمل أن يكون التأنيث راجعا الى معنى الجنسية والكثرة وقال الفارسى لانه ذهب به الى معنى الجنس وقال الفراء المنون مؤنثة وتكون واحدة وجمعا قال ابن برى وأما قول النابغة وكل فتى وان أمشى وأثرى * ستخلجه عن الدنيا المنون قال فالظاهر أنه المنية قال وكذلك قول أبى طالب أي شئ دهاك أو غال مرعا * ك وهل أقدمت عليك المنون قال المنون هنا المنيه لا غير وكذلك قول عمرو بن حسان