كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين قال وكان بعض المشايخ الصالحين إذا اشتد عليه الامر قرأ آيات السكينة فيرى لها أثرا عظيما في سكون وطمأنينة وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنه كل سكينة في القرآن فهى طمأنينة الا في سورة البقرة واختلفوا في حقيقتها هل هي قائمة بنفسها أو معنى على قولين وعلى الثاني فقال الزجاج ( أي ) فيه ( ما تسكنون به إذا أتاكم ) وقال عطاء بن أبى رباح هي ما تعرفون من الايات فتسكنون إليها وقال قتادة والكلبي هي من السكون أي طمأنينة من ربكم ففى أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا وعلى القول الاول اختلقوا في صفتها فروى عن على رضى الله تعالى عنه وكرم وجهه فأنزل الله تعالى عليه السكينة قال وهى ريح خجوج أي سريعة الممر وروى عنه أيضا في تفسير الاية انها ريح صفاقة لها رأسان ووجه كوجه الانسان وورد أيضا انها حيوان لها وجه كوجه الانسان مجتمع وسائرها خلق رقيق كالريح والهواء ( أو هي شئ كان له رأس كرأس الهر من زبرجد وياقوت ) وقيل من زمرد وزبرجد له عينان لهما شعاع ( وجناحان ) إذا صاح ينبى بالظفر وهذا روى عن مجاهد وقال الراغب هذا القول ما أراه بصحيح وقال غيره كان في التابوت ميراث الانبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وعصى موسى وعمامة هرون الصفراء وعن ابن عباس رضى الله تعالى .
عنهما هي طست من ذهب من الجنة كان تغسل فيه قلوب الانبياء عليهم السلام وعن ابن وهب هي روح من روح الله إذا اختلفوا في شئ أخبرهم ببيان ما يريدون وفى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كنا نتحدث ان السكينة كانت تنطق على لسان عمر وقلبه فقيل هي من الوقار والسكون وقيل هي الرحمة وقيل هي الصورة المذكورة قال بعضهم وهو الاشبه * قلت بل الاشبه أن يكون المراد بها النطق بالحكمة والصواب والحيلولة بينه وبين قول الفحشاء والخنا واللغو والهجر والاطمئنان وخشوع الجوارح وكثيرا ما ينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن عن قدرة منه ولا روية ويستغربه من نفسه كما يستغربه السامع له وربما لم يعلم بعد انقضائه ما صدر منه وأكثر ما يكون هذا عند الحاجة وصدق الرغبة من السائل والجالس وصدق الرغبة منه الى الله تعالى وهى وهبية من الله تعالى ليست بسببية ولا كسبية وقد أحسن من قال وتلك مواهب الرحمن ليست * تحصل باجتهاد أو بكسب ولكن لا غنى عن بذل جهد * واخلاص بجد لا بلعب وفضل الله مبذول ولكن * بحكمته وهذا النص ينبى فتأمل ذلك فانه في غاية النفاسة ( وأصبحوا مسكنين أي ذوى مسكنة ) عن اللحيانى أي ذل وضعف وقلة يسار ( و ) حكى ( ما كان مسكينا وانما سكن ككرم ونصر ) ونص اللحيانى وما كنت مسكينا ولقد سكنت ( وأسكنه الله ) وأسكن جوفه ( جعله مسكينا والمسكينة ) هي ( المدينة النبوية صلى الله ) تعالى ( على ساكنها وسلم ) قال ابن سيده لا أدرى لم سميت بذلك الا أن يكون لفقدها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقد ذكرها المصنف في المغانم المستطابه في أعلام طابه ( واستكان ) الرجل ( خضع وذل ) ومنه حديث توبة كعب اما صاحباى فاستكانا وقعدا في بيوتهما أي خضعا وذلا ( افتعل من المسكنة ) ووقع في بعض الاصول استفعل من السكون وهو وهم فان سين استفعل زائدة ( أشبعت حركة عينه ) فجاءت ألفا وفى المحكم وأكثر ما جاء اشباع حركة العين في الشعر كقوله ينباع من ذفرى غضوب أي ينبع مدت فتحة الباء بالف وجعله أبو على الفارسى C تعالى من الكين الذى هو لحم باطن الفرج لان الخاضع الذليل خفى فشبه بذلك لانه أخفى ما يكون من الانسان وهو يتعدى بحرف الجر ودونه قال كثير عزة فما وجد وافيك ابن مروان سقطة * ولا جهلة في مازق تستكينها ( والسكين كزبير حى ) ونص الجوهرى وسكين مصغرا حى من العرب في شعر النابغة الذبيانى قال ابن برى يعنى به قوله وعلى الرميثة من سكين حاضر * وعلى الدثينة من بنى سيار ( و ) السكين ( الحمار الخفيف السريع ) وخص بعضهم به الوحشى قال أبو دواد دعرت السكين به آيلا * وعين نعاج تراعى السخالا ( والتسكين مداومة ركوبه ) عن ابن الاعرابي قال ( و ) التسكين أيضا ( تقويم الصعدة بالنار ) وهى السكين ( و ) سكينة ( كجهينة الاتان ) الخفيفة السريعة وبه سميت الجارية الخفيفة الروح سكينة عن ابن الاعرابي قال ( و ) السكينة أيضا ( اسم البقة الداخلة أنف نمروذ ) بن كنعان الخاطئ فأكلت دماغه ( و ) سكينة ( صحابي ) كذا جاء وصوابه سفينة ذكره أبو موسى ونبه عليه قاله الذهبي وابن فهد ( و ) سكينة ( بنت الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما ) وأمها الرباب أم امرئ القيس بن عدى الكلبية وتكنى أم عبد الله وقيل سكينة لقبها واسمها أمينة كما في الروض كان لها دعابة ومزح لطيف شهدت الطف مع أبيها ولما رجعت ( 1 ) الى المدينة خطبها أشراف قريش فأبت وترفعت وقالت لا يكون لى حم بعد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبقيت بعده لم يظلها سقف حتى ماتت كمدا عليه وفيها يقول والدها كأن الليل موصول بليل * ازازارت سكينة والرباب قال السهيلي أي إذا ازارت قومها وهم بنو عليم بن خباب ( والطرة السكينة منسوبة إليها ) كما في الصحاح ( و ) سكينة عدة نسوة .
_________ .
( 1 ) هذه العبارة مختلة فإن هذا الكلام إنما صدر من الرباب أمها كما هو مقرر في التواريخ فلعل الاصل ولما رجعت الرباب أم سكينة بعد مقتل الحسين خطبها أشراف قريش فأبت وترفعت وقالت لا يكون لي حم بعد رسول الله A وبقيت بعده لا يظلها سقف حتى ماتت كمدا عليه وفيها وفي ابنتها سكينة يقول الحسين Bه كان لليل الخ فليراجع