المحتاج وقد استعاذ A من الفقر ويمكن ان يكون من هذا قوله تعالى أما السفينة فكانت لمساكين سماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جور الملك وقد يكون المسكين مقلا ومكثرا إذ الاصل فيه انه من المسكنة وهز الخضوع والذل وقال ابن الاثير يدور معنى المسكنة على الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة ( ج مساكين و ) ان شئت قلت ( مسكينون ) كما تقول فقيرون قال الجوهرى وانما قالوا ذلك من حيث قيل للاناث مسكينات لاجل دخول الهاء انتهى وقال أبو الحسن يعنى ان مفعيلا يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو محضير ومئشير وانما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة فلما قالوا مسكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمعت مذكره بالواو والنون ( وسكن ) الرجل ( وتسكن ) عن اللحيانى على القياس وهو الكثر الافصح كما قاله ابن قتيبة ( وتمسكن ) كما قالوا تمدرع من المدرعة وهو شاذ مخالف للقياس نقله الجوهرى ( صار مسكينا ) وقد جاء في الحديث انه قال للمصلى تبأس وتمسكن وتقنع يديك قال القتيبى كان القياس تسكن الا انه جاء في هذا الحرف تمفعل ومثله تمدرع وأصله تدرع ومعنى تمسكن خضع لله وتذلل وقال اللحيانى تمسكن لربه تضرع وقال سيبويه كل ميم كانت في أول حرف فهى مزيدة الميم معزى وميم معد وميم منجنيق وميم مأجج وميم مهدد ( وهى مسكين ومسكينة ) شاهد المسكين للانثى قول تأبط شرا قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض * كفرج خرقاء وسط الدار مسكين عنى بالقرج ما انشق من ثيابها ( ج مسكينات والسكنة كفرحة مقر الرأس من العنق ) وأنشد الجوهرى لابن الطمحان حنظلة ابن شرقي بضرب يزيل الهام عن سكناته * وطعن كتشهاق العفاهم بالنهق قال ابن برى والمصراع الاول اتفق فيه زامل بن مصاد القينى وطفيل والنابغة وافتقروا في الاخير فقال زامل * وطعن كافواه المزاد المخرق * وقال طفيل * وينقع من هام الرجال المشرب * وقال النابغة .
* وطعن كايزاغ المخاض الضوارب * ( وفى الحديث ) انه قال يوم الفتح ( استقروا على سكناتكم ) فقد انقطعت الهجرة ( أي ) على مواضعكم و ( مساكنكم ) يعنى ان الله قد أعز الاسلام وأغنى عن الهجرة والفرار عن الوطن وخوف المشركين ( والسكين ) بكسر فتشديد ( م ) معروف وانما أهمله من الضبط لشهرته ( كالسكينة ) بالهاء عن ابن سيده وأنشد سكينة من طبع سيف عمرو * نصابها من قرن تيس برى وفى الحديث قال الملك لما شق بطنه ائتنى بالسكينة هي لغة في السكين والمشهور بلا هاء وفى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه ان سمعت في السكين الا في هذا الحديث ما كنا نسميها الا المدية يذكر ( ويؤنث ) والغالب عليه التذكير وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب يرى ناصحا فيما بدا فإذ اخلا * فذلك سكين على الحلق حاذق * قلت وشاهد التأنيث قول الشاعر فعيث في السنام غداة قر * بسكين موثقة النصاب وقال ابن الاعرابي لم أسمع تأنيث السكين وقال ثعلب قد سمعه الفراء وقال ابن برى قال أبو حاتم البيت الذى فيه * بسكين موثقة النصاب * لا يعرفه أصحابنا * قلت ويشهد للتأنيث فجاء الملك بسكين درهرهة أي موجعة الرأس قال ابن برى ذكره ابن الجواليقى في المعرب في باب الدال وذكره الهروي الغريبين وفى بعض الاثار من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين وقال الراغب سمى لازالته حركة المذبوح وقال ابن دريد فعيل من ذبحت الشئ حتى سكن اضطرابه وقال الازهرى سمى به لانها تسكن الذبيحة بالموت وكل شئ مات فقد سكن والجمع سكاكين ( وصانعها سكان ) كشداد ( وسكاكيني ) قال ابن سيده الاخيرة عندي مولدة لانك إذا نسبت الى الجمع فالقياس ان ترده الى الواحد ( والسكينة ) كسفينة ( والسكينة بالكسر مشددة ) * قلت الذى حكى عن أبى زيد بالفتح مشددة ولا نظير لها إذ لا يعلم في الكلام فعيلة وحكى عن الكسائي السكينة بالكسر مخففة كذا في تذكرة أبى على فالمصنف أخذ الكسر من لغة والتشديد من لغة فخلط بينهما وهذا غريب تأمل ذلك ( الطمأنينة ) والوداع والقرار والسكون الذى ينزله الله تعالى في قلب عبده المؤمن عند اضطرابه من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات ولهذا أخبر سبحانه وتعالى عن انزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الغار ويوم حنين ( و ) قد ( قرئ بهما ) أي بالتخفيف والتشديد مع الكسر كما هو مقتضى سياقه والصواب انه قرئ بالفتح والكسر والاخيرة قراءة الكسائي فراجع ذلك وفى البصائر ذكر الله تعالى السكينة في ستة مواضع من كتابه الاول ( قوله تعالى ) وقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت ( فيه سكينة من ربكم ) وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون الثاني قوله تعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنى عنكم شيأ وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها الثالث قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها الربع قوله تعالى هو الذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض الخامس قوله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا السادس قوله تعالى إذ جعل الذين