قال السُّكَّرِيُّ : العَنْكَبُ هنا القَصِيرَةُ . وقال ابْنُ جِنِّي : يجوزُ أَن يَكُونَ العَنْكب هُنا هو العَنْكب الذي هو العَنْكَبُوتُ وهو الذي ذَكَر سِيبَوَيْه أَنَّه لُغَةٌ في عَنْكَبُوت وذَكَر معه أَيضاً العَنْكَبَاء إِلاّ أَنَّه وُصِفَ بِهِ وإِن كان اسماً لما كَانَ فيه مَعْنَى الصِّفَة من السَّوَادِ والقِصَر كذا في لِسَانِ العَرَب . ج عَنْكَبُوتَاتٌ وعَناكِبُ وعَنَاكِيبُ عن اللِّحْيَانِيّ وتَصِغيرُهَا عُنَيْكبٌ وعُنَيْكِيبٌ . قال شيخُنَا : وعن الأَصْمَعِيّ وقُطْرُب : عَنَاكبِيت . وهذا من الشّاذّ الذي لا يُعَوَّلُ عَلَيْه ؛ لاجْتِمَاع أَرْبَعَة أَحرُفٍ بعد أَلفه وكذلك قالا في تَصْغِيرِه عُنَيكبِيت وهذا من المَرْدُودِ الذي لا يُقْبَل . والعِكَابُ ككتَاب والعُكُبُ بضَمَّتَيْنِ والأَعْكُبُ كُلُّهَا أَسْمَاءُ الجُمُوعِ وليست بجَمْع ؛ لأَنَّ العَنْكَبُوت رُبَاعِيّ ذكرِه غَيْرُ وَاحِد في ع ك ب . وفي لسان العرب : العَنْكَبُوتُ : دُودٌ يتولّد في الشُّهْد ويَفْسُد عنه العَسَلُ عن أَبي حَنِيفَة . وعن الأَزْهَرِيّ : يقال للتَّيْسِ : إِنه لمُعَنْكَبُ القَرْنِ وهو المُلْتَوِي القَرْن حَتَّى صار كَأَنَّه حَلْقَة . والمُشَعْنَبُ : المُسْتَقِيم . وعن الفَرَّاء في قَوْلِه تَعَالَى : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُون اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَت بَيْتاً قال : ضربَ الله بيتَ العَنْكَبُوت مثلاً لمَنِ اتَّخَذَ من دُونِ الله وَلِيّاً أَنَّهُ لا يَنْفَعُه ولا يَضُرُّه كما أَنَّ بَيْتَ العنكبوت لاَ يَقِيهَا حَرّاً ولا بَرْداً . ومما يستدرك عليه : عَنْكَبٌ كجَعْفَرٍ : ماء بأَجَإٍ لبني فَرِير ابن عُنَيْنِ بن سَلاَمَانَ .
عهب .
العَيْهبُ من الرِّجَال : الضَّعِيفُ عن طَلَبِ وِتْرِهِ بكَسْرِ الوَاوِ وقد حُكي بالغَيْن المُعْجَمَة أَيضاً . قيل : هو الثَّقِيلُ من الرِّجَال الوَخِمُ ككَتِف وقد ضُبِط في بَعْض النُّسَخ كَفلْس . قال الشُّوَيْعِرُ : .
حَلَلْتُ بِهِ وِتْرِي وأَدْرَكْتُ ثَؤْرَتِي ... إِذا ما تَنَاسَى ذَحْلَهُ كُلُّ عَيْهَبِ قال ابْنُ بَرِّيّ : الشُّوَيْعِرُ هَذَا هو محمد بن حُمْرَان الجُعْفِيّ وهو أَحَدُ مَنْ سُمِّيَ في الجَاهِليَّة بمُحَمَّد وليس هو الشَّوَيْعِر الحَنَفيّ . والشُّوَيْعِر الحَنَفيّ اسمُه هَانِئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبَانِيّ . قال ابنُ مَنْظُور : ورأَيْتُ في بَعْضِ نُسَخ الصّحاح المَوْثُوقِ بها : العَيْهَبُ : الكِسَاءُ الكَثيرُ الصُّوفِ يقال : كِسَاءٌ عَيْهَبٌ . يُقَال : أَتيتُه في رُبَّى الشَّبَاب وحِدْثَى الشَّبَابِ بالَضَّمِّ في أَوَّلِهِما وعِهِبَّى الشَّبَابِ كالزِّمِكِّي بالقَصْر ويُمَدُّ أَي شَرْخُه وأَوَّله وأَنْشَدَ : .
" عَهْدِي بسَلْمَة وَهْي لم تَزَوَّجِ .
" على عِهِبَّى عَيْشِها المُخَرْفَجِ العِهِبَّى مِنَ المُلْكِ بالقَصر والمَدِّ أَي زَمَنُه . قال أَبو عَمْرٍو : يقال عَوْهَبَه وعَوْهَقَه إِذا ضَلَّله وهو العِيهَابُ بالكَسْرِ والعِيهَاقُ عن أَبي زيد عَهِبَهُ أِي الشيءَ وغَهِبَه بالغَيْن المُعْجَمَة كَسَمِعَه إِذا جَهِلَه وأَنشد : .
وكائِنْ تَرَى من آمِل جَمْعَ هِمَّةٍ ... تَقَضَّتْ لَيَالِيهِ ولم تُقْضَ أَنْحُبُهْ .
" لُمِ المَرْءَ إِنْ جَاءَ الإِسَاءَةَ عَامِداًولا تُحْفِ لَوْماً إِنْ أَتَى الذَنبَ يَعْهَبُه أَي يَجْهَلُه . قال الأَزْهَرِيّ والمَعْرُوفُ في هذَا الغَيْنُ .
عيب .
العَيْبُ والعَيْبَةُ والعابُ : الوَصْمَةُ . قال سيبَوَيْه : أَمالُوا العَاب تَشْبِيهاً له بأَلِف رَمَى ؛ لأَنَّهَا مُنْقَلِبَة عن ياء وهو نَادِر كالمَعَابِ والمَعِيب والمَعَابَةِ تقول : ما فِيهِ مَعَابَةٌ ومَعَابٌ أَي عَيْبٌ ويقال : موضِعُ عَيْبٍ . قال الشاعر : .
أَنا الرَّجُلُ الَّذِي قد عِبْتُمُوهُ ... وما فيه لعَيَّابٍ مَعَابُ