قال : عِقَاباً يُعقِّبُ عَليه صاحِبُه أَي يَغْزُو مَرَّةً بعد أُخْرَى وقيل غير ذلك . وقد تقدمت الإِشارة إِليه . وكُلُّ شَيْءٍ خَلَف شَيْئاً فهو عَقْبُهُ . كماءِ الرَّكيّةِ وهُبُوبِ الرِّيحِ وطَيَرَانِ القَطَا وعَدْوِ الفَرَس . وفرَسٌ مُعَقِّب في عَدْوِه : يَزْدَادُ جَوْدَةً . وعَقَبَ الشيبُ يَعْقبُ ويَعْقُب عُقُوباً وعَقَّب : جاءَ بعد السَّوَاد . ويقال : عَقَّب في الشَّيْب بأَخْلاقٍ حَسَنَة وأَعقَبَه نَدَماً وَهَمّاً : أَورثَه إِيَاه . قال أَبُو ذُؤَيْب : .
أَوْدَى بَنِيّ وأَعْقَبُونِي حَسْرةً ... بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ ويقال : فعلتُ كذا فاعتَقَبْت منه نَدَامَةً أَي وجدتُ في عاقِبَتِه ندَامَةً . ويقال : أَكلَ أُكْلَةً أَعْقَبَتْه سُقْماً أَي أَورثَتْه . وعَاقَبَ بين الشَّيْئَيْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرَى . ويقَال : فلان عُقْبَةُ بَني فلانٍ أَي آخِر مَنْ بَقِي منهم وفلانٌ يَسْتَقِي على عُقْبَةِ آلِ فلانٍ أَي بَعْدَهُم . وعَقَّب علَيْهِ : كَرَّ ورَجَع . وقولُ الحَارِث بن بَدْرِ : كنتُ مَرَّةً نُشْبة وأَنَا اليومَ عُقْبَة . فسّره ابنُ الأَعْرَابِيّ فقال : معناه كنتُ مَرّة إِذا نَشبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِيَ منّي شَرّاً فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْقَبْتُ منه ضِعْفاً والعَقْبُ : الرَّجْعُ قال ذُو الرُّمَّة : .
كأَن صِيَاحَ الكُدْر يَنْظُرنَ عَقْبَنَا ... تَرَاطُنُ أَنباطٍ عليه طَغَامُ معنَاه ينتَظِرنْ صَدَرَنا لِيَرِدْنَ بَعْدَنَا . وفي حَدِيثِ صلاَة الخَوْف : إِلا أَنَّهَا كانَتْ عُقَباً أَي يُصَلّى طائِفَةٌ بعد طائِفَة فهم يَتَعَاقَبُونها تَعاقُبَ الغُزاة . والمُعْقِّب : الذي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيَعُودُ إِلى غَرِيمه في تَقاضيه . والَّذي يَكُرّ على الشَّيْء ولا يَكُرُّ أَحَدٌ على ما أَحْكَمَه اللهُ . قال لبيد : .
" إِذا لم يُصِب في أَوّلِ الغَزْوِ عَقَّبَا أَي غَزَا غَزْوَة أُخْرَى . وتَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَة ليس فيها تَعْقِيبٌ أَي استثْنَاء وأَعْقَبَه الطّائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوقات . قال امرؤُ القَيْس يَصِف فرساً : : .
ويَخْضِدُ في الآرِيّ حَتّى كأَنَّه ... به عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ والتعاقُبُ الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ . وفي حَدِيث شُرَيْحٍ أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ إِلاّ أَن تَضْرِبَ فتُعاقِب أَي أَبطل نَفْح الدَّابة برِجْلهَا وهو رَفْسُها كَانَ لا يُلْزِم صاحِبَها شيئاً إِلاَّ أَن تُتْبِع ذَلِك رَمْحاً . وأَعْقَبَه اللهُ بإِحسانِه خَيْراً والاسمُ منه العُقْبَى وهو شِبْه العِوَض . وأَعقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خَيْر . وتَعَقَّبَ منه : نَدم وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً وعقْبَاناً بالكسرِ وعُقْبَى حَسَنَةً أَو سَيِّئَة . وفي الحَديث وما مِن جَرْعَةِ أَحْمَدَ عُقْبَى من جَرْعَة غَيْظ مَكْظُومَة . وفي رواية أَحمد عقْبَاناً بالكَسْر أَي عَاقبة وأُعْقِب عِزُّه ذُلاًّ مَبْنِيّاً للمفعول أَي أُبْدِل قال : .
كَمْ م عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ ... فأَصْبَحَ مَرْحُوماً وقد كَانَ يُحْسَدُ ويقال : تَعَقَّبْتُ الخبَرَ إِذَا سأَلْتَ غيرَ من كنتَ سأَلْتَه أَوَّل مَرّة . ويقال : أَتَى فُلاَنٌ إِليَّ خَبَراً فعَقَب بِخَيْرٍ منه . وأَعقَب طَيَّ البِئر بحجَارةٍ من ورائِهَا : نَضَدَها . وكُلُّ طَرِيق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ كأَنَّهَا مَنْضُودَةٌ عَقْباً على عَقْبٍ . قال الشّمّاخُ في وَصْف طَرَائِقِ الشَّحْمِ على ظَهْر النَّاقَة : .
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزْعَتْ ... أَعْقَابُ نَيٍّ على الأَثْباج مَنْضُودِ والأَعْقَابُ : الخَزَف الذي يُدْخَل بَيْن الآجُرّ في طَيِّ البِئر لكي يَشْتَدَّ . قال كُراع : لا وَاحِدَ لَهُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العقَاب أَي ككتاب : الخزفُ بين السَّافَاتِ وأَنْشَد في وَصْفِ بئر : .
" ذاتَ عقابٍ هَرْشٍ وذَاتَ جَمّْ