وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب يصف رجلا جاء إلى مكة على ناقة بين نوق فجاء وجاءت بينهن وانه * ليمسح ذفراها تزغم كالفحل .
قال الاصمعي تزغمها صياحها وحدتها وانما يمسح ذفراها ليسكنها والتزغم حنين خفى كحنين الفصيل قال لبيد فأبلغ بنى بكر إذا ما لقيتها * على خير ما يلقى به من تزغما ويروى بالراء وقال الازهرى أما التزغم بالراء فهو التغضب وان لم يكن معه كلام ( وزغمة بالضم ع ) عن ابن الاعرابي وأنشد عليهن أطراف من القوم لم يكن * طعامهم حبا بزغمة أسمرا ورواه ثعلب بزغبة بالباء الموحدة وقد ذكر في موضعه * ومما يستدرك عليه قال الازهرى يقال للعين العذبة عين عيهم وللمالحة عين زيغم ( الزغلة ) بالفتح ( ويضم ) أهمله الجوهرى وفي اللسان هو ( الشك والوهم ) يقال لا يدخلك من ذلك زغلمة أي لا بحيكن في صدرك من ذلك شك ولا وهم ولا غير ذلك ( و ) قال أبو زيد هي مثل ( الضغينة والحسكة ) يقال وقع في قلبى له زغلمة بهذا المعنى ( الزقم ) مثل ( اللقم ) قاله أبو عمرو وزاد غيره الشديد ( والتزقم التلقم ) نقله الجوهرى ( وأزقمه ) الشئ ( فازدقمه ) أي ( أبلعه فابتلعه ) نقله الجوهرى ( والزقوم كتنور الزبد بالتمر ) في لغة أفريقية وفي الصحاح اسم طعام لهم فيه زبد وتمرو الزقم أكله ( و ) الزقوم ( شجرة بجهنم ) قال الله تعالى في صفتها انها شجرة تخرج في أصل الحجيم طلعها كأنه رؤس الشياطين قال ابن سيده وبلغنا أنه لما أنزلت آية الزقوم لم يعرفه قريش فقال أبو جهل ان هذا الشجر ما ينبت في بلادنا فمن منكم يعرف الزقوم فقال رجل قدم عليهم من أفريقية الزقوم بلغة أفريقية الزبد بالتمر فقال أبو جهل يا جارية هاتى لنا زبدا وتمر انزدقمه فجعلوا يأكلون منه ويقولون أفبهذا يخوفنا محمد في الآخره فبين الله تبارك وتعالى ذلك في آية أخرى وفي رؤس الشياطين ثلاثة أوجه محلها في التفاسير ( و ) الزقوم ( نبات بالبادية له زهر ياسمينى الشكل ) وقال أبو حنيفة أخبرني أعرابي من أزد السراة قال الزقوم شجرة غيراء صغيرة الورق مدورتها لا شوك لهاذفرة مرة لها كعابر في سوقها كثيرة ولها وريد ضعيف جدا يجرسه النحل ونورتها بيضاء ورأس ورقها قبيح جدا ( و ) الزقوم ( طعام أهل النار ) عن ابن سيده ( و ) الزقوم أيضا ( شجرة بأريحاء من الغور لها ثمر كالتمر حلو عفص ولنواه دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والريح اللاحجة في حق الورك يشرب منه زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام أو خمسة أيام وربما أقام الزمنى والمقعدين ويقال ) ان ( أصله الاهليلج الكابلي نقلته بنو أمية ) من أرض الهند ( وزرعته بأريحاء ولما تمادى ) الزمن ( غيرته أرض أريحاء عن طبع الاهليلج والزقمة الطاعون ) عن ثعلب * ومما يستدرك عليه تزقم اللقمة ابتلعها والتزقم كثرة شرب اللبن والاسم الزقم وقال ابن دريد تزقم فلان اللبن إذا أفرط في شربه وزقم تزقيما أكل الزقوم كزقمه زقما وقال ثعلب الزقوم كل طعام يقتل ( الزكام بالضم والزكمة ) معروف وهو ( تحلب فضول رطبة من بطني الدماغ المقدمين إلى المنخرين ) وله أسباب ذكرها الاطباء ( وقد زكم ) الرجل ( كعنى وزكمه ) الله تعالى ( وأزكمه فهو مزكوم ) بنى على زكم قال أبو زيد رجل مزكوم وقد أزكمه الله تعالى وكذلك قال الاصمعي قال ولا يقال أنت أزكم منه وكذلك كل ما جاء على فعل فهو مفعول وما أزكمك وأصل الزكم المل ء كالزكب ومنه أخذ الزكام ( وزكم بنطفته رمى ) بها كما في المحكم وفي الاساس أي حذف بها كمخطة المزكوم وهو مجاز ( و ) زكم ( القرية ملاها ) فهى مزكومة ( والزكمة بالضم الثقيل الجافي ) وهو مجاز ( و ) الزكمة ( آخر ولد الابوين ) يقال هو زكمة أبويه إذا كان آخر ولدهما وهو مجاز نقله الجوهرى ( و ) الزكمة ( بالفتح ) الزحرة يخرج منها الولد وقد ذكر ( في ز ج م ) * ومما يستدرك عليه الزكمة النسل عن ابن الاعرابي وأنشد زكمة عمار بنو عمار * مثل الحراقيص على حمار وأنشده يعقوب زكمة عمار بالضم وهو ألام زكمة في الارض أي ألام شئ لفظه شئ كزكبة وفي الاساس أي أحقر نطفة ولفلان زكمة سوء ولد غير صالح ولعن الله أما زكمت به وقال ابن الاعرابي زكمت به أمه إذا ولدته سرحا ( الزلقوم ) بالضم كتبه بالاحمر مع ان الجوهرى ذكره في تركيب ز ق م على أن اللام زائدة وقال هو ( الحلقوم ) رنة ومعنى عن ابن دريد وأفرده صاحب اللسان وقال هو هكذا في بعض اللغات * ومما يستدرك عليه زلقم اللقمة بلعها وقال ابن برى الزلقمة الاتساع ومنه سمى البحر زلقما وقلزما عن ابن خالويه والزلقوم خرطوم الكلب عن الاصمعي زاد غيره ومن السبع أيضا وقال ابن الاعرابي زلقوم الفيل خرطومه ( الزلم محركة وكصرد ) وهذه عن كراع ( الظلف ) وخص بعضهم به أظلاف البقر ( أو ) هو الزمع ( الذى ) هو ( خلفه و ) الزلم والزلم ( قدح لا ريش عليه و ) هي ( سهام كانوا يستقسمون بها في الجاهلية ج ) أي جمع الكل ( أزلام ) قال الله تعالى وأن تستقسموا .
بالازلام ذلكم فسق قال الازهرى الازلام كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أمر ونهى وافعل ولا تفعل وقد زلمت وسويت ووضعت في الكعبة يقوم بها سدنة البيت فإذا أردا رجل سفرا أو نكاحا أتى السادن وقال أخرج لى زلما فيخرجه وينظر إليه فإذا خرج قدح الامر مضى على ما عزم عليه وان خرج قدح النهى قعد عما أراده وربما كان مع الرجل زلمان وضعهما في قرابه فإذا أراد