وفي الحديث عن النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بالأَعْضَبِ القَرْنِ والأُذُن قال أَبو عُبَيْد : الأَعْضَبُ : المَكْسُورُ القَرْنِ الدَّاخِلِ قال : وقد يَكُونُ العَضَب في الأُذُنِ أَيضاً . فأَمَّا المعروفُ ففي القَرْن وهُو فيه أَكثَرُ . وقد نَقَل شيخُنَا عن الشّهاب في العِنَايَة الوَجْهَيْنِ وعَزَا الثانِيَ إِلَى المِصْبَاح وأَنَّه اقْتَصَر عليه . والمَعْضُوبُ : الضَّعِيفُ . تَقُولُ منه : عَضَبه . وقال الإِمَامُ الشافِعِيُّ في المَنَاسِكِ : وإِذَا كان الرجُلُ مَعْضوباً لاَ يَسْتَمْسِك على الرَّاحِلَة فحَجَّ عنه رَجُلٌ في تِلْك الحالَة فإِنه يُجْزِئه . كلام العرب : المَخْبُولُ الزَّمِنُ الذِي لا حَرَاكَ به وقد عَضَبَتْه الزَّمانَةُ إِذَا أَقْعدَتْه عن الحَركةِ وتَقدَّم قولُ أَبِي الهَيْثَم . والأَعْضَبُ من الرَّجَال : مَنْ لا ناصِرَ لَه و من الجِمَال : القَصِيرُ اليَدِ مأْخوذٌ من قول الزَّمَخْشَرِيّ المُتَقَدَّم في العَضْبَاءِ . والَّذِي مَات أَخوهُ أَو مَنْ لَيْسَ له أَخٌ ولا أَحَدٌ كُلُّ ذلك أَقْوالٌ والأَخيرُ هو الأَوّلُ في لسان العرب . العَضْبُ : أَن يكونَ البيتُ من الوَافِر أَخرمَ . والأَعْضَبُ في عَروضِ الوَافِرِ : الجُزْءُ الَّذِي لَحقه العَضْب وهو مُفْتَعِلُن مَخْرُوماً بالخَاء والزَّاي المُعْجَمَتَيْن من مُفَاعَلَتُن فيُنْقَلُ إِلَى مُفْتَعِلن . وَبَيْتُه قولُ الحُطَيْئة : .
إِن نَزَلَ الشتاءُ بِدَارِ قَوْمٍ ... تَجَنَّبَ جَارَ بَيْتِهِمُ الشِّتَاءُ وهو يُعَاضِبني : يُرَادُّ نِي وهو يُعَاضِبُ فُلاناً أَي يُرَادُّه . ومما لم يَذْكُره المُؤَلِّف من ضَرُورِيَّات المَادَّة : العَضْبُ : اسمُ سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم كما ذكره عبدُ البَاسِط البلقينيّ وغَيْرُه من أَهْلِ السِّيَر . قال شَيخُنَا : ويقال : إِنَّه هو الَّذِي أَرسلَ إِليه النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم سَعْدَ بنَ عُبَادَة حينَ سَارَ إِلى بَدْر ولَيْسَ هو ذَا الفقار على الأَصَحّ انتهى . وفي المَثَل إِنَّ الحاجَةَ ليَعْضِبُهَا طَلَبُهَا قَبْل وَقْتِها يَقُولُ : يَقْطَعُهَا ويُفْسِدُهَا ويقال : إِنَّك لتَعْضِبُني عن حاجَتي أَي تَقْطَعُني . والعَضَب في الرُّمْح أَي محركة : الكَسْر . ويقال : عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَيضاً وهو أَن تَشْغَلَه عَنْه . وعَضْب الدَّولة أَتق من أُمَرَاءِ دِمَشْق مَدَحَه الخَيَّاط الشَّاعر بَعْدَ الخَمْسِمائة نَقَله الحَافِظ .
عطب .
العُطْبُ بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن : القُطْنُ مثل عُسْر وعُسُر . قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ . وفي حَدِيث طَاوُوس أَو عِكْرِمَةَ لَيْسَ في العُطْبِ زَكَاةٌ هو القُطْنُ . قال الشاعرُ : .
كأَنَّه في ذُرَى عَمَائِمهمْ ... مُوَضَّعٌ من مَنَادِفِ العُطُبِ العَطْبُ بالقَتْح من القُكْن والصُّوفِ : لِينُه ونُعُومَتُه كالعُطُوب بالضم . والَّذِي في التَّهْذِيبِ العَطْبُ : لِينُ القُطْنِ والصُّوفِ واحِدَتُه عَطْبة . وقد وجدتُه مضبوطاً بالضَّمِّ ثم ظَاهِرُ عِبَارَتِه أَنَّه لَيِّن كسَيّد فإِن كَان كَذلِكَ ففِي عِبَارَةِ المُؤَلِّف نوعُ تَسَامُح : يقال : عَطَب كَمَصَرَ يَعْطُب عَطْباً وعُطُوباً : لاَنَ وهذا الكَبْشُ أَعطَبُ مِنْ هَذَا أَي أَلْيَنُ . عَطِبَ كَفرِح عَطَباً : هَلَك يكُونُ في النَّاسِ وغَيْرِهِم عَطِب البَعِيرُ والفَرَسُ : انْكَسَرَ أَو قَامَ عَلَى صَاحِبَه . وأَعْطَبَه غَيْرُه إِذا أَهْلَكه . والمَعَاطِبُ : المَهَالِكُ واحدُها مَعْطَب . وفي الحَدِيثِ ذِكرُ عَطَب الهَدْي وهو هَلاَكُه وقد يُعَبَّر به عن آفَةٍ تَعْتَرِيه تَمْنَعُه عن السَّيْرِ فيُنْحَرُ واستَعْمَل أَبو عُبَيْدٍ العَطَبَ فِي الزَّرْعِ فقال : فَنُرَى أَنَّ نَهْيَ النَّبِيِّ صلَّى الله تعالى عليه وسلم عن المُزَارَعَة إِنَّمَا كان لِهذِه الشُّرُوطِ لأَنَّهَا مَجْهُولَةٌ لا يُدرَى أَتَسْلَمُ أَم تَعْطَبُ عَطِبَ عَلَيْه : غَضِبَ أَشَدَّ الغَضَب . والعُطْبَةُ بالضَّمِّ : قِطْعَةٌ مِن قُطْنٍ أَو صُوفٍ . و خِرْقَة تُؤْخَذُ بِهَا النَّارُ قال الكُمَيْتُ :