القرابة وأصلها الرحم التى هي منبت الولد وهى الرحم فقوله وأصلها ليس من تفسير الرحم كما زعمه المصنف فتأمل ذلك بدقة تجده ويدل لذلك أيضا نص الاساس هي علاقة القرابة وسببها انتهى وقالوا جزاك الله خيرا والرحم والرحم بالرفع والنصب وجزاك شرا والقطيعة بالنصب لا غير وفي الحديث ان الرحم شجنة معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعني وفي الحديث القدسي قال الله تعالى لما خلق الرحم أنا الرحمن وأنت الرحم شفقت اسمك من اسمى فمن وصلك وصلته ومن قطعك قطعته ويروى بتته وقد تقدم وفي الحديث من ملك ذا رحم محرم فهو حر قال ابن الاثير ذو الرحم هم الاقارب ويعق على كل من يجمع بينك وبينه نسب ويطلق في الفرائض على الاقارب من جهة النساء يقال ذو رحم محرم ومحرم وهو من لا يحل نكاحه كالام والبنت والاخت والعمة والخالة والذى ذهب إليه أكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأبو حنيفة وأصحابه وأحمد أن من ملك ذا رحم محرم عتق عليه ذكرا كان أو أنثى قال وذهب الشافعي وغيره من الائمة والصحابة والتابعين إلى أنه يعتق عليه الاولاد والآباء والامهات ولا يعتق عليه غيرهم ( ج أرحام ) لا يكسر على غير ذلك ومنه قوله تعالى واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام قال الازهرى من نصب أراد واتقوا الارحام أن تقطعوها ومن خفض أراد تسألون به وبالارحام وهو قولك نشدتك الله وبالرحم ( وأم رحم بالضم وأم الرحم ) معرفا باللام ( مكة ) قد جاء هكذا في الحديث أي هي أصل الرحمة ( والمرحومة المدينة شرفها الله تعالى ) وصلى على ساكنها يذهبون بذلك إلى مؤمنى أهلها ( والرحوم والرحماء ) منا ومن الابل والشاء ( التى تشتكى رحمها بعد الولادة ) ولم يقيده في المحكم بالولادة وقيده اللحيانى ونصه ناقة رحوم هي التى تشتكى رحمها بعد الولادة ( فتموت منه ) وفي الصحاح بعد النتاج ( وقد رحمت ككرم وفرح وعنى ) واقتصر الجوهرى على الاوليين ( رحامة ورحما ) بفتحهما ( ويحرك ) الاول مصدر رحم ككرم والثانى مصدر رحم كعنى والثالث مصدر رحم كفرح ففيه لف ونشر غير مرتب وكل ذات رحم ترحم ( أو هو ) أي الرحم ( داء يأخذ في رحمها فلا تقبل اللقاح أو أن تلد فلا يسقط سلاها ) وهذا قول اللحيانى لكنه فسر به الرحام كغراب ونصه الرحام في الشاء أن تلد إلى آخر العبارة ففى سياق المصنف مخالفة لا تخفى ثم قال اللحيانى ( وشاة راحم وارمة الرحم ) وعنز راحم ( ومحمد بن رحمويه كعمرويه ) البخاري ( ورحيم كزبير ابن مالك الخررجى ) سمع منه عبد الغنى بن سعيد ( و ) رحيم ( بن حسن الدهقان ) الكوفى عن عبيد بن سعيد الامولى ( ومرحوم ) بن عبد العزيز البصري ( العطار ) عن أبى عمران الجونى وثابت وعنه ابن المدينى وبندار وأحمد بن ابراهيم الدورقى ثقة عباد توفى سنة ثمان وثمانين ومائة ( محدثون ورحمة من أسمائهن ) * ومما يستدرك عليه تراحم القوم رحم بعضهم بعضا نقله الجوهرى والرحمة الرزق وبه فسر قوله تعالى ولئن أذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه وسمى الغيث رحمة لانه برحمته ينزل من السماء وقوله تعالى وإذا أذقنا الناس رحمة أي حيا وخصبا بعد المجاعة استرحمه سأله الرحمة ورجل مرحوم ومرحم شدد للمبالغة نقله الجوهرى ومن أسمائه تعالى الرحمن والرحيم بنيت الصفة الاولى على فعلان لان معناه الكثرة وذلك لان رحمته وسعت كل شئ وهو أرحم الراحمين وقال الزجاج الرحمن اسم من أسماء الله عزوجل مذكور في الكتب الاول ولم يكونوا يعرفونه من أسماء الله تعالى قال أبو الحسن أراه يعنى أصحاب الكتب الاول ومعناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التى لا غاية بعدها في الرحمة ورحيم فعيل بمعنى فاعل كما قالوا سميع بمعنى سامع ولا يجوز أن يقال رحمان الا لله عزوجل وحكى الازهرى عن أبى العباس في قوله تعالى الرحمن الرحيم جمع بينهما لان الرحمن عبرانى والرحيم عربي وأنشد لجرير لن تدركوا المجد أو تشر واعباء كمو * بالخز أو تجعلوا الينبوت ضمرانا أو تستركون إلى القسين هجرتكم * ومسحكم صلبهم رحمان قربانا وقال الجوهرى هما اسمان مشتقان من الرحمة ونظير هما في اللغة نديم وندمان وهما بمعنى يجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال جاد مجد الا أن الرحمن اسم مخصص بالله لا يجوز أن يسمى به غيره ألا ترى أنه قال قل ادعوا الله .
أو ادعوا الرحمن فعادل به الاسم الذى لا يشركه فيه غيره وكان مسيلمة الكذاب يقال له رحمان اليمامة والرحيم قد يكون بمعنى المرحوم كما يكون بمعنى الراحم قال عملس بن عقيل فأما إذا عضت بك الحرب عضة * فانك معطوف عليك رحيم انتهى وقال ابن عباس هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر فالرحمن الرقيق والرحيم العاطف على خلقه بالرزق وفي تفسير الثعلبي وقد فرق بينهما قوم فقالوا الرحمن العاطف على جميع خلقه كافرهم ومؤمنهم وفاجرهم بأن خلقهم ورزقهم والرحيم بالمؤمنين خاصة بالهداية والتوفيق في الدنيا والرؤية في العقبى فالرحمن خاص اللفظ عام المعنى والرحيم عام اللفظ خاص المعنى فالرحمن خاص من حيث انه لا يسمى به أحد الا الله عام من حيث انه يشمل جميع الموجودات من طريق الخلق والرزق والنفع والدفع والرحيم عام من حيث اشتراك المخلوقين في التسمى به خاص من طريق المعنى لانه يرجع إلى اللطف و التوفيق وهذا معنى قول جعفر الصادق الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة * قلت وفيه مباحث استوفيناها في شرح حديث الرحمة المسلسل بالاولية والرحم محركة خروج الرحم من علة عن ابن الاعرابي والرحام بالضم أن تلد الشاة ثم لا يسقط سلاها عن اللحيانى وناقة رحمة كفرحة