الموجود لله فتناسب معناهما تناسب لفظيهما انتهى وقال الحر الى الرحمة نحلة ما يوافي المرحوم في ظاهره وباطنه أدناه كشف الضر وكف الاذى وأعلاه الاختصاص برفع الحجاب وقال القاشانى الرحمة على قسمين امتنانية ووجوبية فالامتنانية هي الرحمة المفيضة للنعم السابقة على العمل وهى التى وسعت كل شئ وأما الوجوبية فهى الموعودة للمتقين والمحسنين في قوله تعالى فسأكتبها للذين يتقون وفي قوله تعالى ان رحمت الله قريب من المحسنين قال وهى داخلة في الامتنانية لان الوعد بها على العمل محض المنة وفي تفسير الامام أبى اسحق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي الرحمة ارادة الله الخير بأهله وهى على هذا صفة ذات وقيل ترك العقوبة لمن يستحق العقوبة واسداء الخير إلى من لا يستحق وعلى هذا صفة فعل ( و ) قول المصنف الرحمة ( المغفرة و ) الرحمة ( التعطف ) فيه تخصيص بعد تعميم كما يظهر من سياق عبارة الراغب وقوله تعالى وأدخلنا في رحمتنا قال ابن جنى هذا مجاز وفيه من الاوصاف ثلاثة السعة والتشبيه والتوكيد أما السعة فلانه كأنه زاد في أسماء الجهات والمحال اسما هو الرحمة وأما التشبيه فلانه شبه الرحمة وان لم يصح الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه وأما التوكيد فلانه أخبر عن العرض بما يخبر به عن الجوهر وهذا تغال بالعرض وتفخيم منه إذ صير إلى حيزما يشاهد ويلمس ويعاين ( كالمرحمة ) ومنه قوله تعالى وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الضعيف والتعطف عليه ( والرحم بالضم و ) الرحم ( بضمتين ) وقال أبو إسحق في قوله تعالى وأقرب رحما أي أقرب عطفا وأمس بالقرابة وأنشد فلا ومنزل الفرقا * ن مالك عندها ظلم وكيف بظلم جارية * ومنها اللين والرحم وقال رؤبة * يا منزل الرحم على ادريس * وقرأ أبو عمرو بن العلاء وأقرب رحما بالتثقيل واحتج بقول زهير بمدح هرم بن سنان ومن ضريبته التقوى ويعصمه * من سيئ العثرات الله والرحم وهو مثل عسر وعسر ( والفعل ) من كلها رحم ( كعلم ورحم عليه ترحيما وترحم ) ترحما ( والاولى ) هي ( الفصحى والاسم الرحمى ) بالضم ( قال له C ) ونص الجوهرى وقد رحمته وترحمت عليه ولم يذكر C ترحيما وظاهر اطلاقه يدل على أن ترحم عليه فصيحة لانه شرط في كتابه أن لا يذكر الا ما صح عنده ونقل شيخنا عن العباب للصاغاني أن ترحمت عليه لحن والصواب رحمته ترحيما وكذا قال الصيدلانى انه لا يقال ترحمت بل رحمت قال وفي الترحم معنى التكلف فلا يطلق على الله تعالى ورده جماعة من المحققين بأنه وارد في الاحاديث الصحيحة وبأن صيغة التفعل ليست خاصة بالتكلف بل تكون لغيره كالتوحد والتكبر ونقله الشهاب مبسوطا في مواضع من شرح الشفاء ولشيخ شيوخنا الامام أبى السرور سيدى العربي الفاسى في ذلك رسالة نفل خلاصتها شيخنا سيدى المهدى الفاسى في شروحه لدلائل الخيرات انتهى سياق شيخنا * قلت وفي نقله عن العباب نظر لان مصنفه وصل إلى تركيب بكم وبقى ما بعده ناقصا لانه اخترمته المنية كما سبق ذلك ولعله ساق هذه العبارة في تركيب آخر من كتابه بمناسبة أو في كتاب آخر من مصنفاته اللغوية فتأمل ذلك وقوله بل تكون لغيره كالتوحد والتكبر * قلت أي للمبالغة والتكثير فالاولى جعل هذه اللفظة في حديث الصلاة من هذا القبيل كما حقق ذلك بعض أصحابنا وحاصل ما في شرح الدلائل للفاسى ما نصه ترحم للغة غير فصيحة وقيل لحن وقيل مع كونها لا يصح اطلاقها على الله تعالى لما فيها من التكلف وقيل ان ذلك جار على ارادة المشاكلة أو المجازاة أو نحوهما لان الترحم هنا سؤال الرحمة ومن الله اعطاؤها وفي الحديث المذكور الدعاء للنبى A بالرحمة والمغفرة وهى مسألة مختلف فيها والحق منع ذلك على الانفراد وجوازه تبعا للصلاة ونحوها ( و ) الرحموت فعلوت من الرحمة يقال ( رهبوت خير لك من رحموت لم يستعمل ) هذه الصيغة ( الا مزدوجا ) وهو مثل من أمثالهم ( أي أن ترهب خير لك من أن ترحم ) نقله الجوهرى ( و ) قوله تعالى والله ( يختص برحمته ) من يشاء ( أي ) يختص ( بنبوته ) ممن أخبر عزوجل أنه مصطفى مختار ( والرحم بالكسر وكتف بيت منبت الولد ووعاؤه ) في البطن كما في المحكم وأنشد لعبيد أعاقر كذات رحم * أم غانم كمن يخيب واقتصر الجوهرى على اللغة الثانية فقال الرحم رحم الانثى وهى مؤنثة قال ابن برى شاهد تأنيث الرحم قولهم الرحم معقومة وقول ابن الرقاع حرف تشذر عن ريان منغمس * مستحقب رزأته رحمها الجملا .
* قلت وفيه أيضا شاهد على كسر الراء من رحم ( و ) من المجاز الرحم ( القرابة ) تجمع بنى أب وبنيهما رحم أي قرابة قريبة كذا في التهذيب قال الجوهرى والرحم بالكسر مثله وأنشد الاعشى أما لطالب نعمة يممتها * ووصال رحم قد بردت بلالها قال ابن برى ومثله لقيل بن عمرو بن الهجيم وذى نسب ناء بعيد وصلته * وذى رحم بللتها ببلالها قال وبهذا البيت سمى بليلا وأنشد ابن سيده خذوا حذركم يا آل عكرم واذكروا * أو اصرنا والحرم بالغيب تذكر وذهب سيبويه إلى أن هذا مطرد في كل ما كان ثانيه من حروف الحلق ( أو ) الرحم ( أصلها وأسبابها ) نص المحكم والرحم أسباب