وَسيِّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه ... بتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا فجعل المَلِكَ مُعَصَّباً أَيضاً لأَنَّ التَاجَ أَحَاطَ برَأْسه كالعِصَابَة التي عَصَبَت برَأْس لابِسِهَا . ويقال : اعْتَصَبَ التَاجُ على رَأْسه إِذا استكَفَّ بِه . ومِنْهُ قولُ ابنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات : .
يَعْتَصِبُ التاجُ فوقَ مَفْرِقِه ... على جَبِينٍ كأَنَّه الذَّهَب وكانُوا يُسَمُّون السَّيِّدَ المُطاعَ مُعَصَّباً ؛ لأَنه يُعَصَّب بالتَّاج أَو تُعَصَّب به أُمُورُ النَّاس أَي تُرَدُّ إِليه وتُدَارُ بِهِ والعَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَب . وفي الأَسَاس : المَلِكُ المُعْتَصِبُ والمُعَصَّب أَي المُتَوَّج . وعَصَّبَه بالسَّيْف تَعْصِيباً : عَمَّمه بِه . المُعَصِّب بضَبْطِ المُؤلف كمُحَدِّث وبِضَبْطِ غَيْرِه كمُعَظَّم : الَّذِي يَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ جُوعاً . والذِي عَصَبَتْه السِّنُونَ أَي أَكَلَت مَالَه . والجَائِع الذي يَشْتَدُّ عليه سَخْفَهُ الجُوعِ فيُعَصِّبُ بطنَهُ بحَجَرٍ . ومنه قوله : .
ففي هذا فنَحْنُ لُيُوثُ حَرْبٍ ... وفي هَذَا غُيُوثُ مُعَصَّبِينا المُعَصَّبُ : الرَّجُلُ الفَقيرُ . وعَصَبَهُم الجَهْدُ وهو من قولهم يوم عَصِيبٌ وانْعَصَبَ : اشْتَدَّ . عُصَيْبٌ كزُبَيْر : ع بِبِلاَدِ مُزَيْنَةَ . والحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَصَّابُ كشَدَّادٍ : مُحَدِّثٌ عن شافع . وفاته مُحمَّدُ بنُ إِسحاقَ العَصَّابُ عن سَلَمَة ابْنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب وعنه الحَسنُ ابنُ الحُسَيْن العَطَّار . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : يقال للرَّجل إِذَا كان شَدِيدَ أَسْرِ الخَلْق غيرَ مُسْتَرْخِي اللَّحْمِ : إِنَّه لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِج . ورجل مَعْصُوبُ الخَلْق : شَدِيدُ اكْتِنَاز اللَّحْم عُصِب عَصْباً . قال حَسَّان : .
دَعُوا التَّخَاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إِنَّ الرجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ وجارِيةٌ مَعْصُوبَةٌ : حَسَنَةٌ العَصْب أَي الَّليِّ مجدولَةُ الخَلْق . ورجل مَعْصوب : شَدِيدٌ . وعَصَّب الرجلَ تَعْصِيباً : دَعَاه مَعَصَّباً عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ : .
يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّت حَلوبَتُه ... وهل يُعَصَّبُ مَاضِي الهَمِّ مِقْدَامُ ويقال : عَصَب القَيْنُ صَدْعَ الزُّجَاجَةٍ بِضَبَّة من فِضّة إِذا لأَمَهَا بِه . والضَّبَّةُ : عِصَابُ الصَّدْعِ نقله الصَّاغَانيّ . وفي حَدِيث عَلِيٍّ كَرَّم الله وَجْهَه فِرُّوا إِلَى اللهِ وُقُومُوا بما عَصَبَهُ بكم أَي بما افْتَرَضَه عليكم وقَرنَه بكم من أَوامِرِه ونَوَاهيه . وفي حَدِيث المهاجِرِين من المَدِينَة فنزلُوا العُصْبَة هو مَوْضِعٌ بالمَدِينة عند قُبَاءَ . وضبطه بعضهم بفَتْحِ العَيْنِ والصَّادِ هذا من لِسَان العَرَب . وفي الأَسَاسِ : ومِثْلِي لا يَدِرُّ بالعِصَاب أَي لا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَة من النَّاقَةِ العَصوب . وفلان خِوَانُه مَنْصُوبٌ وجَارُهُ مَعْصُوبٌ ويقال فيه : عاصب . وورد عليَّ مَعْصُوبٌ أَي كِتَابٌ لأَنَّه يُعْصَب بخَيْطٍ . والأَمُور تَعْصِبُ بِرَأْسه انتهى . وعليُّ بنُ الفَتْح بْنِ العَصَب المَلحيّ محركة عن البَاغَنْدِيّ . وملكةُ بنتُ عَصْب بْنِ عَمْرو بالفَتْح فالسكون والِدَةُ زَائِدَةَ بنِ الحَارِثِ بْنِ سَامَة بن لُؤَيّ وإِخْوَتِه . وعن ابن الأَعْرَابيّ : غُلامٌ عَصْبٌ وعَضْبٌ وعَكْبٌ إِذا كان خَفِيفاً نَشِيطاً في عَمَلِه .
عصلب .
العُصْلُبُ بالضَّم وبالفَتْحِ والعُصْلُبيُّ منْسُوبةً مَضْمُومَةً والعُصْلُوبُ بالضَّم أَيَضاً وإِنما أَطلَقَه هنا اعْتماداً على ما هُو مَعْرُوف عِنْدَهم وهو نُدْرَة مَجِيء فَعْلُول بالفتح كل ذَلِكَ بمعنى القَوِيّ والَّذِي في الصَّحاحِ ولِسَانِ العَرَب : الشَّدِيدُ الخَلْق العَظِيمُ زاد الجَوْهَرِيّ : من الرِّجَالِ قَال : .
" قد حَشَّهَا اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ .
" أَروعَ خَرَّاجٍ من الدَّادِيِّ .
" مُهاجرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ قال ابنُ مَنْظُور : والَّذِي في خُطِبة الحَجَّاج : .
" وقد لَفَّها الليلُ بعَصْلَبِيّ